بعد اقتحام فصائل المعارضة المسلحة دمشق، وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، اقتحموا معسكرات الاعتقال والسجون، ومن بينها سجن صيدنايا سيء السمعة، والذي على الرغم من تحرير آلاف الأشخاص، معظمهم من المعارضين لنظام الأسد، الذين كانوا معتقلين منذ بداية الانتفاضة السورية في عام 2011 أو حتى قبل ذلك، كان العديد منهم لا يزالون يبحثون في الممرات المظلمة لسجن صيدنايا يوم الإثنين، على أمل العثور على أحبائهم المفقودين، فكيف يبدو السجن من الداخل؟
في عام 2016، التقت منظمة العفو الدولية بخمسة معتقلين خرجوا من السجن، ووصفوا ماذا كان يحدث داخله، وبعض الملامح عن كيف يبدو من الداخل.
الاعتماد على ذكريات الناجين
في عام 2016، التقت منظمة العفو الدولية بخمسة معتقلين سابقين خرجوا من سجن صيدنايا، حيث وصفوا تجربتهم داخل السجن وبعض التفاصيل عن ملامح مكوناته.
وأوضحت المنظمة حينها أنه “نظرًا لعدم توفر صور لسجن صيدنايا في المجال العام، اضطرت فرقنا البحثية للاعتماد على ذكريات الناجين لإعادة تكوين ما كان يحدث داخل السجن”.
وأضافت المنظمة: “باستخدام تقنيات النمذجة المعمارية والصوتية، ساعدنا الشهود في إعادة بناء تصميم السجن وتجاربهم خلال فترة الاحتجاز”.
المعتقلون يصفون سجن صيدنايا من الداخل
وصف المعتقلون السابقون الزنزانات والمناطق المختلفة في السجن، مثل السلالم والممرات والأبواب والنوافذ المتحركة، حيث قام باحث معماري بإعادة إنشاء المساحات التي ذكرها الشهود.
كما أضاف الشهود العديد من العناصر التي تذكروها، مثل أدوات التعذيب، البطانيات، والأثاث، ما ساعد في استرجاع المزيد من التفاصيل أثناء تطوير النموذج.
البعض قضوا شهورا أو سنوات
عادةً ما يُنقل المعتقلون إلى سجن صيدنايا بعد أن يكونوا قد قضوا أشهرًا أو حتى سنوات في أماكن احتجاز أخرى، وغالبًا ما يكون ذلك بعد محاكمات عسكرية سرية. في حين يصل آخرون إلى السجن دون أن يخضعوا لأي محاكمة، ولا يعرفون التهم الموجهة إليهم أو مدة احتجازهم.
كيف صُمم السجن؟
وذكرت صحيفة الجارديان في تقرير لها أن داخل السجن، كان الناس يتنقلون في المرافق المتشابكة، من زنزانة إلى أخرى، بحثًا عن أي دليل قد يساعدهم في العثور على مكان وجود أقاربهم وأصدقائهم. كانوا في سباق مع الزمن للوصول إلى الجناح المخفي تحت الأرض، الذي أطلقوا عليه “الجناح الأحمر”، وسط مخاوف من أن السجناء قد يموتون جوعًا بسبب نقص الطعام أو يختنقون بسبب قلة الأوكسجين.
قال أحمد الشنين، بينما كان يبحث في ممرات السجن: “هناك ثلاثة من عائلتي مفقودون. أخبرونا أن هناك أربعة طوابق تحت الأرض، وأن الناس يختنقون داخلها، لكننا لا نعرف مكانها”.
كان السجن مصممًا بطريقة تعزز الشعور بعدم الانتماء لأي مكان. في وسطه كان هناك سلم دوار يبدو بلا نهاية من الطابق الأرضي. يحيط بالسلم قضبان معدنية، تليه أبواب خزائن ضخمة ومتشابهة، تؤدي إلى الأجنحة الثلاثة للسجن. وفقًا للمقاتلين الثوار، كان كل جناح مخصصًا لنوع معين من التعذيب، ولا توجد أي نوافذ تطل على الخارج.
كانت الزنزانات الضيقة مغطاة بالبطانيات والملابس التي تركها السجناء بعد أن أفرج عنهم الثوار بشكل مفاجئ في وقت سابق من اليوم. كانت بعض الجدران تحتوي على ثقوب غير منتظمة، حيث تم حشر سجناء آخرين. أظهرت مقاطع الفيديو مقاتلين وهم يفرجون عن السجينات يوم الأحد، اللاتي احتجن إلى تشجيع للخروج، غير مصدقات أنهن سيغادرن فعلاً.
كانت الزنزانات، التي لا يتجاوز عرضها بضعة أمتار، مكتظة بأكثر من عشرة أشخاص في نفس الوقت، ما جعل من المستحيل أن يتمكن أحدهم من الاستلقاء. وكانت صرخات السجناء خلال تعذيبهم تتردد في الممرات.