توفى السيناريست الكبير بشير الديك، منذ قليل، بعد صراع طويل مع المرض، حيث مكث داخل العناية المركزة خلال الفترة الماضية، وذلك عن عمر يناهز الـ 80 عاما.
وتعرض الكاتب والسيناريست المصري الشهير بشير الديك، صاحب الأعمال الفنية التي أعجبت المصريين لأزمة صحية خلال الأيام الماضية، والأمر الذي زاد من الأزمة هو تعرضه للإهمال في أحد المستشفيات وفقا لما أعلنته ابنته.
الأزمة الصحية للسيناريست بشير الديك
أثارت دينا بشير الديك، ابنة السيناريست المصري الشهير بشير الديك، حالة من الحزن والغضب عبر منشور لها على صفحتها الشخصية على فيسبوك، كشفت فيه عن تدهور مفاجئ في صحة والدها خلال الفترة الأخيرة، وذلك على الرغم من دخوله إلى إحدى المستشفيات الخاصة المعروفة بجودة خدماتها.
وأوضحت دينا أن والدها عاد مجددًا إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات، مشيرة إلى أن حالته الصحية تدهورت بشكل ملحوظ نتيجة الإهمال الطبي وعدم الاهتمام الكافي به، مضيفة أن والدها يعاني من عدم وعي، وألم شديد في ذراعه، بالإضافة إلى صعوبة في البلع والمضغ، وهو ما زاد من معاناته وأثار قلقها الشديد.
ولم تتوقف معاناة الأسرة عند هذا الحد، فقد أشارت دينا إلى أن رد فعل أحد أطباء الرعاية تجاه استفسارات والدتها حول حالة والدها كان صادمًا وغير مقبول، حيث طلب منها البحث عن مستشفى أخرى إذا كانت غير قادرة على تحمل تكاليف العلاج في هذا المستشفى.
وتساءلت دينا عن مدى احترافية هذا التصرف، مؤكدة أن هذا ليس الموقف الأول من نوعه الذي تشهده داخل هذا المستشفى، مشيدة في الوقت نفسه بمهنية بعض الأطباء الآخرين مثل الدكتورة صافي مديرة الرعاية والدكتور أحمد سامي.
ودعت دينا جمهورها إلى الدعاء لوالدها بالشفاء العاجل، مؤكدة أنها تبحث عن حل عاجل لنقله إلى مستشفى آخر لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وزارة الثقافة تتابع حالة بشير الديك
وأعربت وزارة الثقافة عن بالغ قلقها إزاء الحالة الصحية للسيناريست الكبير بشير الديك، مؤكدة على متابعتها المستمرة لحالته.
وأكد وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو أن الدولة لن تدخر جهدًا في توفير الرعاية الصحية اللازمة للديك تقديرًا لدوره الكبير في إثراء المشهد الثقافي المصري.
من هو بشير الديك؟
لد بشير الديك، أحد أبرز كتاب السيناريو في مصر والوطن العربي، في 27 يوليو عام 1944 بقرية الخياطة بمحافظة دمياط. حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة عام 1966، لكن شغفه بالأدب دفعه إلى عالم الكتابة. بدأ مشواره الأدبي من خلال كتابة القصة القصيرة ونشرها في العديد من المجلات الثقافية، قبل أن يجد طريقه إلى عالم السينما.
بداية مشوار بشير الديك السينمائي
كانت انطلاقته في عالم السينما من خلال فيلم “مع سبق الإصرار” عام 1979، والذي قدمه للمخرج أشرف فهمي وضم نخبة من النجوم أمثال محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين. هذا الفيلم شكل نقطة تحول في مسيرته، حيث أظهر موهبته الفذة في كتابة السيناريو.
شراكة ناجحة مع عمالقة الإخراج:
شكل بشير الديك ثنائياً ناجحاً مع عدد من أبرز المخرجين المصريين، أبرزهم:
عاطف الطيب: قدم معه مجموعة من الأفلام التي تعتبر علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، مثل “سواق الأتوبيس”، “ضربة معلم”، “ضد الحكومة”، “ناجي العلي”، و”ليلة ساخنة”.
محمد خان: تعاون مع خان في العديد من الأفلام التي تميزت بالواقعية الاجتماعية، مثل “الرغبة”، “موعد على العشاء”، و”الحريف”.
تجربته في الإخراج:
على الرغم من براعته في كتابة السيناريو، إلا أن بشير الديك تجرأ على تجربة الإخراج من خلال فيلمي “الطوفان” و”سكة سفر”، اللذين ضما نخبة من نجوم السينما المصرية.
رحلة طويلة مع الدراما التليفزيونية:
لم يقتصر عمل بشير الديك على السينما فقط، بل امتد إلى الدراما التليفزيونية حيث قدم العديد من الأعمال الناجحة التي حفرت في ذاكرة المشاهدين، مثل “الناس في كفر عسكر” و”حرب الجواسيس”.
أهم إسهامات بشير الديك
يعتبر بشير الديك أحد أهم كتاب السيناريو في مصر، حيث ساهم في تطوير السينما المصرية وقدم العديد من الأعمال التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية بأسلوب فني متميز، كما تميزت سيناريوهاته بالعمق النفسي والحوارات الشيقة التي لاقت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء.
ترك بشير الديك إرثًا فنيًا غنيًا سيبقى خالداً في ذاكرة السينما المصرية، فقد قدم لنا أعمالاً ستظل مرجعاً للأجيال القادمة من صناع الأفلام.