محطات مهمة في حياة حسني مبارك في الذكرى الخامسة لرحيله.. من الحكم إلى السجن

محمد حسني مبارك

تمر اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك (1928–2020)، الذي حكم مصر لمدة 30 عاماً (1981–2011)، وشهدت فترته أحداثاً محلية وإقليمية دولية شكلت تاريخ مصر الحديث. نستعرض أبرز محطات حياته من مصادر موثوقة، مع تحليل لتأثيرها على المسار السياسي والاجتماعي للبلاد.

الميلاد والنشأة العسكرية

وُلد مبارك في 4 مايو 1928 بقرية كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية. تخرج في الكلية الحربية عام 1949، ثم انضم إلى سلاح الطيران، حيث برز كطيار مقاتل. تدرج في المناصب حتى عُين قائداً للقوات الجوية عام 1972، وهي المرحلة التي مهّدت لدوره البارز في حرب أكتوبر 1973. وفقاً لموقع BBC، قاد مبارك الضربة الجوية الأولى في الحرب، التي ساهمت في اختراق خط بارليف، مما منحه صفة “بطل قومي”.

من نائب للرئيس إلى رئاسة الجمهورية

بعد الحرب، عينه الرئيس أنور السادات نائباً له عام 1975. وبعد اغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981، تولى مبارك الرئاسة في استفتاء شعبي. يذكر موقع Encyclopedia Britannica أن مبارك بدأ حكمه بتعهدات بالاستقرار بعد فترة السادات المضطربة، مع التركيز على مكافحة التطرف وتحسين الاقتصاد.

السياسات الداخلية: بين النمو والانتقادات

شهدت مصر تحت حكمه تحولات اقتصادية، منها خصخصة بعض القطاعات في تسعينيات القرن الماضي بدعم من صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى نمو نسبي لكنه رافق بزيادة الفقر والفساد. وفقاً لتقارير البنك الدولي، وصل النمو الاقتصادي إلى 7% عام 2007، لكن تقرير منظمة الشفافية الدولية صنف مصر في مراكز متأخرة في مؤشر الفساد خلال العقد الأخير من حكمه.

على الصعيد الأمني، اتبعت حكومته سياسات قمعية ضد المعارضين، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، كما وثّقت منظمة هيومن رايتس ووتش انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان، مثل محاكمات عسكرية للمدنيين وقانون الطوارئ المستمر منذ 1981.

الرئيس الراحل محمد حسني مبارك
الرئيس الراحل محمد حسني مبارك

السياسة الخارجية: الوسيط الإقليمي

حافظ مبارك على التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ودعم عملية السلام مع إسرائيل، رغم انتقادات شعبية. لعب دوراً وسيطاً في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وأدار علاقات متوازنة مع الدول العربية. يشير موقع Al Jazeera إلى أن مصر حصلت على مساعدات أمريكية سنوية بلغت 1.3 مليار دولار خلال عهده، مقابل التزامها بمعاهدة كامب ديفيد.

ثورة 25 يناير ونهاية الحكم

في 2011، اندلعت الاحتجاجات الشعبية ضمن موجات “الربيع العربي”، مطالبة بإسقاط النظام. بعد 18 يومًا من التظاهر، أعلن مبارك تنحيه في 11 فبراير 2011. يوضح تقرير لـالأسوشيتد برس أن العوامل الاقتصادية والرغبة في التغيير السياسي كانتا الشرارة الرئيسية للثورة.

المحاكمة وما بعد الرئاسة

حوكم مبارك بتهمة قتل المتظاهرين والفساد، وأُدين في 2012، لكنه نُقضت الإدانة لاحقاً. أُفرج عنه عام 2017، وعاش بعيداً عن الأضواء حتى وفاته في 25 فبراير 2020. ذكرت رويترز أن ردود الفعل على وفاته انقسمت بين من يرونه رمزاً للاستقرار ومن يراه ديكتاتوراً.

الإرث المتنازع عليه

يظل مبارك شخصية مثيرة للجدل: فبينما يُعتقد أنه حافظ على مصر من عدم الاستقرار الإقليمي، يُنتقد لاستبداده وتهميش الحريات. كما يشير الباحث السياسي عمر أشرف في دراسة لـ”مركز كارنيغي للشرق الأوسط”، أن عهد مبارك يمثل مفارقة بين الاستقرار الظاهري وتراكم الأزمات التي فجّرت الثورة.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة