تُعد فاطمة الزهراء رضي الله عنها من أعظم النساء في التاريخ الإسلامي، فهي ابنة رسول الله ﷺ، وزوجة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة. توفيت في الثالث من شهر رمضان المُبارك سنة 11 هـ، وفقًا لرواية دار الإفتاء المصرية، التي أكدت أن ذكراها تذكيرٌ بأخلاق النبوة ودور المرأة في بناء الأمة.
نسبها وفضائلها
- نسبها الشريف: وُلِدت فاطمة رضي الله عنها قبل البعثة بخمس سنوات، وهي أصغر بنات النبي ﷺ من السيدة خديجة رضي الله عنها.
- لقبها: سُميت بالزهراء لِما ورد في بعض الروايات عن جمالها ونور وجهها، كما أشار الأزهر إلى أنها تُلقب بـ”أم أبيها” لشدة حنانها على النبي ﷺ بعد وفاة أمها خديجة.
- منزلتها: ذكرت وزارة الأوقاف في إحدى نشراتها أن النبي ﷺ قال: «فاطمة بضعة مني، من أغضبها أغضبني» (متفق عليه).
زواجها من علي بن أبي طالب
- تزوجت فاطمة رضي الله عنها من الإمام علي رضي الله عنه في السنة الثانية للهجرة، وكان زواجًا بسيطًا بتوجيه من النبي ﷺ، حيث كان مهرها درعًا وأثاثًا متواضعًا، كما أوضحت دار الإفتاء أن هذا الزواج يُعد نموذجًا للتقوى والقناعة.
- أنجبت للحسن والحسين رضي الله عنهما، وزينب وأم كلثوم، وكان النبي ﷺ يُكثِر من زيارتهم، ويقول: «هم مني وأنا منهم» (رواه البخاري).
مواقفها الجليلة
- وقوفها مع أبيها: شاركت فاطمة رضي الله عنها في تحمل الأذى الذي تعرض له النبي ﷺ في مكة، وكانت تُدافع عنه في أحرج المواقف.
- حادثة الإفك: دافعت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك، وهو ما أشار إليه الأزهر في دروسه عن الأخوة الإسلامية.
- موقفها بعد وفاة النبي ﷺ: روت دار الإفتاء أن فاطمة رضي الله عنها كانت أكثر الناس حزنًا على وفاة أبيها، وطالبت بحقها في ميراثه، لكن الخلاف في تفسير “الفئ” بين الصحابة كان درسًا في احترام الاجتهادات.
وفاتها ودفنها
- تاريخ الوفاة: اتفقت المصادر على أنها تُوفيت في الثالث من رمضان سنة 11 هـ، بعد ستة أشهر من وفاة النبي ﷺ.
- سبب الوفاة: ذكرت وزارة الأوقاف أنها ماتت حزناً على أبيها، مع وجود روايات أخرى تشير إلى مرضها.
- دفنها: أوصت أن تُدفن ليلاً، فلم يحضر جنازتها إلا عدد قليل من الصحابة، واختلفت الروايات في مكان قبرها، لكن الأزهر يرى أن ذلك من الأسرار الإلهية لحكمةٍ مُعينة.
دروس من حياة الزهراء
- القدوة في الزهد: عاشت رضي الله حياتها في بيت متواضع، ورفضت الترف، وهو ما أكدته دار الإفتاء في خطابها عن حياة السلف.
- دور المرأة الدعوي: كانت نبراسًا في العلم والعبادة، وقدمت نموذجًا للأم المُربية التي تسهم في بناء جيلٍ صالح.
- الصبر على الأقدار: تحملت الألم الجسدي والمعنوي بصبرٍ يُستقى من إيمانها العميق.
إرثٌ خالد
فاطمة الزهراء رضي الله عنها ليست مجرد ابنة نبي، بل هي رمزٌ للتقوى والعلم والوفاء. كما أكدت مؤسسات الأزهر ودار الإفتاء أن سيرتها يجب أن تُدرَّس للأجيال كي تتعلم منها النساء والرجال معاني الإخلاص والثبات على المبادئ.
اترك رد