قمة عربية استثنائية في القاهرة لمواجهة تحديات مصيرية
انطلقت اليوم الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة أعمال القمة العربية الطارئة، التي تُعقد لبحث التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، وسط تحركات عربية مكثفة لصياغة موقف موحد يرفض التهجير القسري للفلسطينيين، ويدعم خطط إعادة إعمار غزة مع الحفاظ على حقوق السكان في أراضيهم.
أهداف القمة: من رفض التهجير إلى مواجهة مخططات التوطين
تركز القمة على محورين رئيسيين:
- الرفض القاطع لمحاولات التهجير، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية ودولية لوقف انتهاكات الاحتلال.
- إعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم، ودعم اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي تصعيد عسكري.
كما تهدف القمة إلى مواجهة المخططات الأمريكية المثيرة للجدل، والتي تروج لفكرة “توطين الفلسطينيين” في دول عربية بشكل دائم، وهو ما اعتبرته الحكومة المصرية تهديداً مباشراً للقضية الفلسطينية.
حضور لافت لقادة عرب ودوليين
شهدت القاهرة توافد عدد من القادة والمسؤولين العرب والدوليين، أبرزهم:
- الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أكد أن القمة “فرصة تاريخية لحماية الحقوق الفلسطينية”.
- ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية.
- الملك الأردني عبدالله الثاني، الذي يترأس وفد بلاده.
- رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، في إشارة إلى اهتمام دولي بمخرجات القمة.
- السودان: تلقى الفريق أول عبدالفتاح البرهان دعوة رسمية للمشاركة.
غيابات وحضور مميز
- الجزائر: مثلها وزير الخارجية أحمد عطاف بعد اعتذار الرئيس تبون.
- المغرب: لم يُؤكد بعد حضور العاهل المغربي أو من ينوب عنه.
- تونس: أعلن الرئيس قيس سعيد عدم حضور القمة
مواقف دولية وإقليمية: أوروبا على طاولة الحوار
من الملفت مشاركة رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، مما يعكس سعياً عربياً لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية دولية، خاصة مع تصاعد الانتقادات للسياسات الإسرائيلية. وفي هذا السياق، أعلنت مصر أن القمة ستُصدر بياناً يدعو المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية”.
لماذا هذه القمة مهمة الآن؟
تأتي القمة في توقيت بالغ الحساسية بسبب:
- تصاعد المخاوف من خطط تهجير فلسطينيي الضفة الغربية وغزة.
- الجهود المصرية لتعزيز التضامن العربي بعد سنوات من الخلافات.
- التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها غزة بعد الحروب الأخيرة.
اختبار للإرادة العربية
تُعد هذه القمة اختباراً لقدرة الدول العربية على توحيد صفوفها أمام تحديات مصيرية، خاصة مع تباين المواقف حول بعض الملفات الإقليمية. لكن الحضور الكثيف للقادة، والتركيز على ملفي التهجير وإعمار غزة، قد يُشكلان نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية.
اترك رد