زعم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مساء الإثنين، أن إسرائيل “لن تسمح لمصر بانتهاك معاهدة السلام” الموقعة بين البلدين عام 1979، واصفًا الاتفاقية بأنها “قرار تاريخي أخرج مصر من دائرة الحرب وغير وجه المنطقة”. جاءت تصريحات كاتس خلال احتفال بذكرى رحيل رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن، أحد مهندسي الاتفاقية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأضاف كاتس: “مصر تظل أكبر وأقوى دولة عربية، لكننا نراقب أي تحركات تُهدد استقرار الاتفاقية، ولن نتسامح مع انتهاكاتها البنيوية”، مُشيرًا إلى أن التعامل مع الملف “يتم بحذر مع الحفاظ على الشراكة”.
خلفية التصريحات: شائعات يمينية وإسرائيل قلقة من “مفاجأة عسكرية”
كشفت الصحيفة العبرية أن تصريحات كاتس تأتي ردا على موجة شائعات انتشرت عبر منصات اليمين المتطرف الإسرائيلي، تُحذر من استعدادات مصرية لشن هجوم مفاجئ على إسرائيل رغم معاهدة السلام، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الرأي العام الإسرائيلي.
ولم تكن تصريحات كاتس الأولى من نوعها، ففي الأسابيع الماضية، تصاعد الخطاب الإسرائيلي المُهاجم للتسلح المصري، حيث عبّر رئيس الأركان هرتسي هاليفي عن قلقه من “القدرات العسكرية المصرية الهائلة”، قائلًا: “الجيش المصري يمتلك أسلحة متطورة تشكل تهديدًا محتملًا رغم الهدوء الحالي”.
مقترحات إسرائيلية مثيرة للجدل: “إدارة مصر لغزة مقابل إسقاط ديونها”
في سياق متصل، طرح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأسبوع الماضي، فكرةً مفاجئة خلال كلمة له بواشنطن، اقترح فيها أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة لمدة 15 عامًا مقابل شطب ديونها الخارجية، وهو الأمر الذي لم تحظَ الفكرة بردود فعل رسمية من الجانب المصري حتى الآن.
مصر ترد: “جيشنا للدفاع.. والسلام خيار استراتيجي”
ردًا على التصريحات الإسرائيلية المتكررة، هاجم المندوب المصري الدائم في الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق، في فبراير الماضي، انتقادات نظيره الإسرائيلي داني دانون حول التسلح المصري، قائلًا: “الدول الكبرى تحتاج جيوشًا قوية لحماية أمنها القومي، ومصر ملتزمة بالسلام لكنها قادرة على الدفاع عن نفسها”.
وأكد عبد الخالق أن العقيدة العسكرية المصرية دفاعية بحتة، مشيرًا إلى أن بلاده كانت رائدة في ترسيخ السلام بالشرق الأوسط، لكنها “لن تتهاون في تعزيز قدراتها الردعية”.
اترك رد