عملية إنقاذ بتوجيهات رئاسية: تفاصيل التحرير
أعلنت وسائل إعلام مصرية، الخميس، نجاح أجهزة الأمن المصرية بالتنسيق مع السلطات السودانية في تحرير عدد من المواطنين المصريين كانوا محتجزين لدى “قوات الدعم السريع” في مناطق اشتباكات بالخرطوم. وكشف محللون أن العملية نُفذت بــ”توجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي”، حيث تم نقل المُحرَّرين من مناطق النزاع إلى مدينة بورتسودان الساحلية الآمنة، قبل إعادتهم إلى أرض الوطن.

من هم المختطفون؟.. تفاصيل مثيرة عن الضحايا
بحسب مصادر مصرية، فإن المُحرَّرين هم 7 مواطنين من محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، كانوا يعملون في تجارة الأدوات المنزلية بالخرطوم، ورفضوا مغادرة السودان مع اندلاع الحرب في أبريل 2023، خوفاً من خسارة تجارتهم. وأشارت تقارير إلى أن “قوات الدعم السريع” استولت خلال سيطرتها على العاصمة السودانية على ممتلكات لسودانيين وأجانب، بينهم مصريون، ما دفع القاهرة للتحرك لإنقاذهم.
آلية التحرير: تنسيق سري دون تدخل عسكري
اعتمدت العملية على “ترتيبات أمنية مشتركة” بين البلدين، دون تنفيذ أي إجراءات عسكرية مصرية على الأرض. ووفقاً لوسائل إعلام مصرية رسمية، تضمن التعاون:
- تبادل المعلومات حول أماكن احتجاز المصريين.
- تأمين ممرات آمنة لنقلهم من مناطق الاشتباكات إلى بورتسودان.
- تذليل العقبات اللوجستية لإعادتهم جواً إلى مصر.
ووصف مصدر أمني العملية بأنها “معقدة بسبب انتشار الميليشيات”، لكن التنسيق الميداني مع الجيش السوداني كان مفتاح النجاح.
هل ساهم تقدم الجيش السوداني في تسهيل العملية؟
يربط مراقبون بين نجاح عملية التحرير والتقدم الميداني الأخير للجيش السوداني في استعادة مناطق بالخرطوم كانت تحت سيطرة “الدعم السريع”. وأوضح محللون أن “تراجع الميليشيات أمام ضربات الجيش دفعها للتخلي عن محتجزين كانوا ورقة ضغط”، مشيرين إلى أن القاهرة استغلت هذا التطور لتعزيز مفاوضاتها مع الأطراف السودانية.
مصر وحميدتي: توترات متصاعدة وإنكار للتدخل
جاءت العملية في ظل توترات بين مصر و”قوات الدعم السريع”، خاصة بعد اتهامات زعيم الميليشيا محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أكتوبر الماضي بـ”اشتراك طيران مصري في ضربات ضد قواته”، لكن القاهرة نفت تلك المزاعم مؤكدة أن جهودها منصبة على “وقف الحرب وحماية المدنيين”، ودعت المجتمع الدولي إلى “التحقق من ادعاءات لا تستند لأدلة”.
مبادرة العودة الطوعية.. لماذا رفض المصريون المغادرة؟
كشفت التحقيقات أن المُحرَّرين كانوا من بين مجموعة صغيرة رفضت الانضمام إلى “مبادرة العودة الطوعية” التي أطلقتها مصر مع اندلاع الحرب، بسبب تمسكهم بحماية استثماراتهم. وتُظهر الأرقام أن أكثر من 10 آلاف مصري غادروا السودان منذ أبريل 2023، بينما بقي العشرات رغم المخاطر، ما يضع الحكومة المصرية أمام تحديات دائمة في تأمينهم.
اترك رد