أودى انفجاران، الخميس، بحياة 11 شخصاً على الأقل، وأصابوا نحو 60 آخرين، خلال اجتماع لحركة «إم23» المتمردة في مدينة بوكافو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية. ووصف الرئيس فيليكس تشيسكيدي الحادث بأنه “عمل إرهابي شنيع”، فيما فرّ الحضور بعد الانفجار الأول، ليتفجر الثاني وسط ذعر الجمهور، ما ضاعف الخسائر.
حركة «إم23»: من التمرد إلى السيطرة على المفاتيح
توسعت الحركة المتمردة، المدعومة من عرقية التوتسي، خلال الأشهر الأخيرة، حيث سيطرت على مدن استراتيجية مثل غوما (ثاني أكبر مدن الشرق) وبوكافو (عاصمة إقليم جنوب كيفو). وتضم هذه المناطق مناجم ذهب وقصدير، ما يجعلها جاذبة للنزاعات. وتُقدّر الأمم المتحدة عدد مقاتلي الحركة بأكثر من 8 آلاف، بينما تتهم كينشاسا رواندا بدعمهم – وهو ما تنفيه كيغالي.

تداعيات إنسانية: مدارس مدمرة ومستشفيات مُختطفة
كشفت بعثة الأمم المتحدة في الكونغو «مونوسكو» عن تدمير 80 مدرسة و27 مركزاً صحياً في غوما وحدها، ما حرم 400 ألف طالب من التعليم، بينما لا يزال 390 ألف نازح يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة. وأثار اختطاف 130 مريضاً وجريحاً من مستشفيين في غوما على يد المتمردين غضباً دولياً، وسط تحذيرات من “تفاقم الكارثة”.
مفاوضات فاشلة وتحذيرات أممية: «الأسوأ قادم»
حذّر فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، خلال اجتماع طارئ في فبراير الماضي، من أن “الأزمة لم تبلغ ذروتها بعد”، داعياً المجتمع الدولي إلى “تحرك عاجل”. ورغم قرار مجلس الأمن بوقف القتال الفوري، واجتماعات الوساطة الإفريقية، يرى محللون أن فرص الحل السياسي “شبه معدومة” بسبب صراع النفوذ الإقليمي والدولي.
روسيا في المشهد: هل تكون الحليف الأخير لكينشاسا؟
تشير تقارير إلى أن حكومة الكونغو قد تلجأ إلى روسيا – حليفها الرئيسي – لتعزيز قدراتها العسكرية، خاصة بعد فشل الوساطات الإفريقية. ويأتي ذلك في ظل اتهامات متبادلة بين كينشاسا وكيغالي، حيث تدعي رواندا أن الكونغو “تخطط لغزوها”، بينما تؤكد الأخيرة أن دعم رواندا للمتمردين “مُوثّق”.
مستقبل غامض: هل تتجه المنطقة نحو التقسيم؟
حذّر بانكول أديويي، مفوض السلم بالاتحاد الإفريقي، من “تقسيم شرق الكونغو” إذا استمرت سيطرة «إم23». وتتزامن التحذيرات مع توقعات بتحوُّل الصراع إلى مواجهة عسكرية شاملة، قد تطال حدود دول الجوار، في ظل تعثُّر خطط نشر قوات إقليمية لاحتواء الأزمة.
اترك رد