تشهد المناطق الساحلية السورية توترات أمنية غير مسبوقة، بعد مواجهات دامية بين قوات الأمن التابعة للحكومة الانتقالية ومجموعات مسلحة تُنسب إلى النظام السابق بقيادة بشار الأسد. وتُعد هذه الاشتباكات اختباراً حاسماً لرئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي يواجه تحديات معقدة في مساعيه لإعادة توحيد البلاد، أبرزها انتشار فلول النظام السابق والتوسع الإسرائيلي قرب المنطقة العازلة.
خطاب الشرع: “لا تسامح مع المعتدين”
في خطابٍ حاسم الجمعة، شدد الرئيس الشرع على ضرورة ملاحقة ما أسماهم “فلول النظام الساقط” ومحاسبتهم. وقال خلال تعليقه على الأحداث: “من يقتلون من يدافعون عن سوريا يرتكبون جريمة لا تُغتفر… ندعوهم لتسليم أنفسهم قبل فوات الأوان، فنحن لا نريد سفك المزيد من الدماء”. وأكد التزام حكومته بحماية المدنيين، قائلاً: “أهل الساحل في مناطق الاشتباك هم جزء من مسؤوليتنا، وسنعمل على حصر السلاح بيد الدولة”.

تطورات ميدانية: استعادة السيطرة على مدن ساحلية
وفقاً لتقارير إعلامية محلية، أعلنت وزارة الدفاع السورية استعادة السيطرة الكاملة على مدن جبلة وطرطوس واللاذقية بعد عمليات عسكرية مكثفة. وأوضح العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم الوزارة، أن القوات حققت تقدماً سريعاً في مواجهة “اعتداءات غادرة” استهدفت رجال الأمن.
عمليات نوعية في القرداحة: تفكيك معاقل النظام السابق
كشف مصدر عسكري عن تنفيذ عمليات دقيقة في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، بالتنسيق بين الجيش وقوات الأمن، لاستهداف معاقل لفلول نظام الأسد. وأشار المصدر إلى أن هذه المجموعات كانت تستخدم المرتفعات والأبنية المدنية كقواعد لاستهداف القوات، مؤكداً نجاح عملية فك الحصار عن المقاتلين المحاصرين في المنطقة بعد اشتباكات عنيفة.
تطورات تعقد المشهد
تُظهر التطورات الأخيرة تعقيدات المشهد السوري في مرحلة ما بعد الأسد، حيث تحاول الحكومة الانتقالية موازنة بين تعزيز الأمن ومحاسبة الماضي، وسط تحذيرات من تصاعد التدخلات الخارجية وتجدد العنف. وتظّهر تصريحات الشرع والتحركات الميدانية إصراراً رسمياً على إنهاء حالة الفوضى، لكن الطريق إلى الاستقرار لا يزال محفوفاً بالمخاطر.
اترك رد