تصاعدت منذ أيام وخلال شهر رمضان 2025، الأحداث الأمنية في الساحل السوري بشكل ملفت، خاصةً في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وسط اشتباكات عنيفة وتصاعد في حدة المواجهات بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة متحالفة مع التيارات المعارضة للنظام السابق. جاءت هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر الشديد، مما دفع عددًا من الدول الإقليمية والدولية إلى إصدار بيانات ومواقف واضحة تعكس قلقها وحرصها على استقرار سوريا.
تصاعد الأحداث في الساحل السوري
اشتباكات مميتة ومناورات عسكرية
- 6 مارس 2025: اندلعت اشتباكات عنيفة في اللاذقية بين قوات الأمن السورية ومجموعات مسلحة متحالفة مع التيارات المعارضة، أسفرت عن مقتل 15 عنصرًا من قوات الأمن. كما شنت مجموعة مرتبطة بالعميد سهيل الحسن، المعروف بلقب “النمر”، ومجموعة مقداد فتيحة، هجومًا على مواقع حكومية في اللاذقية مما دفع القوات الجوية السورية للتدخل وإجراء ضربات استهدفت قرية بيت عانا، وأسفرت عن سقوط قتيل وإصابة عدد من العناصر.
- 7 مارس 2025: استمرت المواجهات، حيث تمكنت القوات الحكومية من استعادة بعض المواقع المهمة كـ “الكلية البحرية”، فيما أعلنت “المقاومة الشعبية السورية” سيطرتها على عدة قرى في منطقة جبل العلويين وعمّت هجماتها لتشمل مناطق أخرى مثل مصياف في ريف حماة.
- 8 مارس 2025: تصاعدت التقارير حول سقوط مئات المدنيين من أفراد الطائفة العلوية نتيجة اشتباكات عنيفة في ريف اللاذقية، ما دفع الكثيرين من العوائل إلى الفرار طلباً للحماية في قاعدة حميميم الجوية الروسية.
- 9 مارس 2025: شهدت سوريا اليوم، 9 مارس 2025، تطورات بارزة على الصعيدين الأمني والاقتصادي، حيث أعلنت الرئاسة السورية تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري الدامية التي اندلعت في 6 مارس. كما أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء تقارير تشير إلى مقتل عائلات بأكملها في شمال غرب البلاد، داعيًا إلى وقف فوري للعنف. من جهتها، أدانت الولايات المتحدة الهجمات التي استهدفت المدنيين، ووصفت منفذيها بأنهم “إرهابيون متطرفون”، فيما أكدت روسيا ضرورة ضبط النفس ودعت إلى تجنب مزيد من التصعيد.
- على الصعيد الاقتصادي، سجلت الليرة السورية انخفاضًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي، حيث بلغ سعر الصرف في السوق السوداء بدمشق 10,550 ليرة للشراء و10,700 ليرة للبيع، وهو ما يعكس الضغوط الاقتصادية المتزايدة على البلاد. هذه التطورات تأتي في ظل تصاعد التوترات الأمنية التي تشهدها مناطق الساحل السوري، ما يزيد من تعقيد المشهد العام ويدفع نحو تحركات دولية مكثفة لمحاولة احتواء الأزمة.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
على خلفية هذه التطورات، صدرت بيانات ومواقف من عدة دول رئيسية تناولت الأحداث في الساحل السوري، مؤكدة على أهمية استعادة الأمن والاستقرار في سوريا، كما أبرزت اختلاف المواقف في المنطقة.
المملكة العربية السعودية
أدانت وزارة الخارجية السعودية الجرائم التي ترتكبها المجموعات الخارجة عن القانون في سوريا واستهدافها للقوات الأمنية، مؤكدة على دعمها الثابت للحكومة السورية في جهودها المبذولة لحفظ الأمن والاستقرار الوطني.

تركيا
أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها العميق من تصاعد التوترات الأمنية في اللاذقية والمناطق المجاورة، مشددةً على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لتأمين استقرار سوريا والحفاظ على أمن شعبها.
الإمارات العربية المتحدة
أدانت الإمارات الهجمات التي شنّتها المجموعات المسلحة ضد القوات الأمنية السورية، مؤكدة موقفها الراسخ في دعم استقرار سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، معبرةً عن تضامنها مع الشعب السوري الشقيق.
الأردن
أكدت وزارة الخارجية الأردنية دعمها للإجراءات التي تنتهجها الحكومة السورية لحماية أمن واستقرار البلاد، مشددةً على أهمية الوحدة الوطنية وسلامة البلاد في ظل التحديات الإقليمية.
إيران
صرح وزير الخارجية الإيراني بأن إيران تتابع الوضع في سوريا كمراقب فقط، دون أي توجه رسمي لإقامة علاقات مع السلطة السورية الحالية، في ظل حرصها على عدم التدخل المباشر في الشؤون الداخلية لسوريا.
روسيا
أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ إزاء التدهور الحاد في الوضع الأمني بساحل سوريا، داعية جميع الأطراف إلى بذل قصارى جهدهم لإنهاء إراقة الدماء وتفادي وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين.
إسرائيل
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي من تصاعد أعمال العنف في سوريا، ووجه اتهامات لمنظمة “جولاني” التابع لهيئة تحرير الشام بارتكاب مجزرة بحق المدنيين العلويين، مؤكدًا على استمرار استعداد إسرائيل للدفاع عن مناطق الجولان والجليل ضد أي تهديد.
مصر
في تصريح صدر في 7 مارس 2025، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها إزاء المواجهات العنيفة التي شهدتها محافظة اللاذقية، وأكدت دعمها الثابت للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية. وأوضحت مصر أنها تدين أي تحركات تهدد أمن واستقرار الشعب السوري الشقيق، معربة عن أملها في التوصل إلى حلول سلمية تعيد الاستقرار إلى المنطقة.
اترك رد