مقترح ترامب المثير للجدل وردود الفعل الدولية
في تصريح سابق أثار جدلاً واسعاً، اقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب – خلال لقاء مع رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن يوم 12 مارس 2025 – تهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة، ضمن خطة لإعادة إعمار المنطقة وتحويلها إلى ما وصفه بـ”ريفيرا الشرق الأوسط”. لكن هذا المقترح واجه رفضاً دولياً وعربياً قوياً، بينما رحّبت به إسرائيل.
تراجع ترامب: “لا أحد يجبر سكان غزة على المغادرة”
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأيرلندي، عدّل ترامب موقفه قائلاً: “لن يطرد أحدٌ أحداً من غزة”، في إشارة إلى التخلي عن فكرة التهجير. جاء ذلك بعد أيام من انتقادات واسعة حذّرت من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، الذي يعاني منذ سنوات من حصار وحروب متكررة.
مصر تُثمِّن الموقف الأمريكي الجديد
عبرت مصر، في بيان رسمي، عن تقديرها للتصريحات المُعدَّلة لترامب، واعتبرتها “خطوة تعكس فهماً لخطورة تدهور الأوضاع الإنسانية”، مؤكدةً أن الحلول العاجلة يجب أن ترتكز على إنصاف الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه. وأشار البيان إلى أهمية بناء هذا التوجه لدفع مفاوضات السلام، عبر مسارٍ شاملٍ يحقق الأمن لجميع الأطراف.
رؤية مصر: حلّ الدولتين أساس الاستقرار
شدّد البيان المصري على التزام الدولة بتحقيق السلام العادل عبر إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، معتبراً أن مبادرة ترامب – رغم انتقادات سابقة لسياساته – قد تشكل “إطاراً عملياً” للتفاوض إذا التزمت بالمعايير الدولية وحقوق الفلسطينيين.
دعوة مصرية لتكثيف الجهود الإقليمية والدولية
دعت مصر كافة الأطراف الفاعلة، بما في ذلك الدول العربية والاتحاد الأوروبي، إلى تعزيز التعاون لإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، مُحذّرةً من مخاطر تأجيل حلّ القضية الفلسطينية على استقرار المنطقة. كما أكدت على استعدادها لاستضافة حوارات أو مبادرات تدعم المفاوضات.
تطلعات مستقبلية: هل تشكل التصريحات منعطفاً؟
يرى مراقبون أن تراجع ترامب قد يفتح باباً أمام ضغوط دولية لإحياء عملية السلام، خاصة مع تأييد مصر – العضو المؤثر في جامعة الدول العربية – لأي جهد جاد. لكن الأسئلة تبقى معلقة حول ضمانات تنفيذ الحلّ العادل، ومدى جدية الإدارة الأمريكية في الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
اترك رد