موائد رمضان بين الأصالة و”التقاليع”
شهدت مصر هذا العام ظاهرة غير مسبوقة خلال شهر رمضان، حيث تحولت موائد الحلويات من الكلاسيكيات مثل الكنافة والقطايف إلى وصفات غريبة تتصدرها “الكنافة بالقلقاس” و”البستاشيو” (مزيج من البسطيلة والفستق)، في سباق محموم بين محال الحلويات لجذب الجمهور، وسط انتقادات لارتفاع الأسعار و”الابتذال التجاري”.
الوصفات الغريبة: ماذا تخفي “الكنافة بالقلقاس”؟
أطلقت محلات شهيرة في القاهرة والإسكندرية مجموعة من الابتكارات غير التقليدية، مثل:
- كنافة القلقاس: خليط من عجينة الكنافة مع طبقة من القلقاس المسلوق والمهروس، مغطاة بالقشطة والمكسرات.
- البستاشيو: حلوى تجمع بين رقائق البسطيلة المحشوة بالفستق الحلبي والكريمة المخفوقة.
- أم علي بالشوكولاتة السائلة والذهب الصالح للأكل بأسعار تصل إلى 500 جنيه للطبق!
- سوبيا البستاشيو وهي عبارة عن مشروب مثل السوبيا ولكن مضاف إليه البستاشيو، وظهر في عدة محال.
كما ظهرت تقاليع أخرى، مثل كنافة بستاشيو بلفترول و كنافة نوتيلا
المنافسة على السوشيال ميديا: “الفيـرال” هو الهدف!
تحولت واجهات المحلات إلى استوديوهات تصوير، حيث تتبارى الصفحات في نشر فيديوهات “إثارة” لتحضير الوصفات بلمسة درامية، مثل سكب الشوكولاتة الذهبية ببطء، أو تقطيع الحلويات بسكاكين عملاقة، وذلك لأن الجمهور يبحث عما هو غريب ينشره على إنستجرام.. والمنافسة حول من يبتكر الصورة الأكثر صدمة!”.
الجمهور منقسم: إبداع أم استغلال؟
بينما أبدى بعض الشباب حماساً لتجربة الوصفات الجديدة، هاجم رواد مواقع التواصل “الأسعار المبالغ فيها”، خاصة مع ارتفاع تكلفة المعيشة. وكتب أحد المتابعين: “الكنافة بالقلقاس بـ800 جنيه؟، بينما دافع آخرون عنها والبعض نشر وصفاتها لعملها من المنزل.
خبراء الاقتصاد: “التريندات” تُفاقم أزمة الاستهلاك
أشار خبراء اقتصاديون إلى أن هذه الظاهرة تعكس فجوة بين الطبقات: “الوصفات الفاخرة تستهدف فئة قليلة، بينما الأغلبية تعاني لتوفير أبسط متطلبات الشهر”، كما حذرت من أن التسويق المكثف يدفع الأسر إلى الإنفاق فوق طاقتها لمجاراة “الترند”.
مستقبل “الحلويات الغريبة”: هل تستمر بعد رمضان؟
يرى مراقبون أن هذه الموجة ستتراجع مع نهاية الشهر الكريم، لتعود الحلويات التقليدية إلى واجهة العروض، إلا أن البعض يتوقع تحولها إلى “ثقافة فرعية” تظهر في المناسبات فقط.
اترك رد