البابا تواضروس يعلق على أحداث الساحل السوري المؤلمة ويناشد المسؤولين بالحكمة
أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن بالغ حزنه وتأثره للأحداث المؤسفة التي تشهدها الساحل السوري، وذلك في ختام عظته الأسبوعية التي ألقاها أول أمس الأربعاء الموافق 12 مارس 2025.
يذكر أن الساحل السوري شهد أحداثا مأساوية الأيام الماضية، راح ضحيتها المئات من المواطنين، وذلك بحجة محاربة فلول بشار الأسد، الأمر الذي أثار غضبا شعبيا ودوليا، وأعلن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع أنه سيتم التحقيق فيما حدث.
وقد استهل قداسته تعليقه بالتعبير عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري المنكوب، قائلًا: “نتألم بشدة لما يحدث في سوريا، ونضم صوتنا إلى صوت الآباء البطاركة في سوريا في البيان الذي أصدروه يوم 8 مارس”.
كما وجه البابا نداءً عاجلاً إلى جميع المسؤولين والمعنيين بالأمر، مطالبًا إياهم بتحلي بالروية والحكمة في التعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة. وأكد قداسته على خطورة الانزلاق إلى دائرة العنف والكراهية، مشددًا على أن “الشر والكراهية طريق إلى جهنم”.
وفي تحليله لأسباب هذه الأحداث المأساوية، أوضح البابا تواضروس أن “انتشار الكراهية في حياة الإنسان يجعله يفعل هذا”، مؤكدًا أن “ما شهدناه مبعثه الرئيسي هو الكراهية”. وناشد قداسته جميع المسؤولين في كل مكان بضرورة “محاربة الكراهية لأنها تؤدي إلى الكراهية”.
“دم هابيل يصرخ”.. البابا يشارك المتضررين آلامهم ويؤكد: الشر طريقه إلى الجحيم
ولم يغفل البابا الإشارة إلى معاناة الأقليات والشعوب التي تعيش جنبًا إلى جنب، مؤكدًا على قيمتهم الإنسانية وحقهم في الحياة الآمنة والكريمة، مستشهدًا بالقول الكتابي: “الشعوب اللي عايشة مع بعض حتى لو كانوا أقليات هم بشر خلقهم الله، وكما قال الكتاب المقدس ‘دم هابيل يصرخ أمام الله’”.
وفي ختام تعليقه المؤثر، أعرب قداسة البابا عن مشاركته العميقة للمصابين وأسر الضحايا في آلامهم، مؤكدًا وقوف الكنيسة بجانبهم في هذه المحنة الصعبة. ودعا الله أن يمنحهم السكينة والصبر، معبرًا عن ثقته في عدالة الله وقدرته على إنصافهم في الوقت المناسب، قائلًا: “نشترك مع المضابين وأسر الضحايا في الصلاة وندعوا الله أن يعطيهم السكينة والله يسنتقم لهم في الوقت المناسب”.
اترك رد