الإمارات أسعد الدول العربية ولبنان الأكثر تعاسة.. أين تقع مصر في مؤشر السعادة؟

السعادة صورة أرشيفة

السعادة العربية في مواجهة المعايير العالمية

في مفاجأة تعكس تحولات جذرية، تقدمت الإمارات العربية المتحدة إلى المركز الـ21 عالميًا في تقرير السعادة العالمي 2025، متفوقةً على دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا، لتبقى في صدارة الدول العربية. هذا الإنجاز يُبرز نجاح النموذج الإماراتي في موازنة الرفاه الاقتصادي مع تعزيز التماسك الاجتماعي، بينما تظل دول عربية أخرى خارج المنافسة العالمية.

الإمارات في الصدارة: سر التفوق غير المادي

وفقًا لتحليل “جولي راي” من غالوب، يعود تصدر الإمارات إلى:

  • اقتصاد قوي: نصيب الفرد من الناتج المحلي (7/10).
  • بنية تحتية ذكية: استثمارات ضخمة في المدن المستدامة.
  • دعم اجتماعي متميز: (92/100) في المؤشر، مدعومًا بتبني عام 2025 كـ”عام المجتمع”.
    كما سجلت الدولة المركز 12 في استرجاع المفقودات، و16 في ساعات التطوع، مما يعكس ثقافة التعاون.

لبنان: التعاسة العربية بلا منازع

في الطرف المقابل، حل لبنان في ذيل القائمة العربية (الـ145 عالمياً من بين 147 دولة) بسبب الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخه، والتي رافقتها انهيارات في البنية التحتية وخدمات الكهرباء والصحة. تفاقم المشاعر السلبية مع ارتفاع معدلات البطالة وتهجير الشباب، مما جعل اللبنانيين الأقل تفاؤلاً بمستقبل بلدهم.

عالميًا: الدول الإسكندنافية تتربع.. والمكسيك تُفاجئ

حافظت فنلندا على صدارتها العالمية (7.736/10)، بينما دخلت كوستاريكا والمكسيك قائمة العشرة الأوائل لأول مرة، متجاوزةً مفاهيم الربط الحصري بين السعادة والثروة. في المقابل، تراجعت الولايات المتحدة إلى المركز 24، وهو الأسوأ في تاريخها، بسبب تآكل الثقة في المؤسسات.

السعادة العربية: معادلة تحتاج إعادة تركيب

رغم تفوق الإمارات، لا تزال معظم الدول العربية خارج المنافسة بسبب:

  • الفساد: يُعد عاملًا رئيسيًا في تدهور تصنيفات دول مثل لبنان.
  • ضعف الحرية الفردية: وفقًا للتقرير، سجلت الإمارات (23/100) في هذا المؤشر، ما يُشير إلى تحدٍ عربي عام.
  • التحديات الاقتصادية: كالتضخم وارتفاع البطالة، والتي تؤثر بشكل كبير على دول مثل مصر.

مصر في المؤشر: غياب البيانات لا ينفي التحديات

لم تُدرج مصر ضمن البيانات المعلنة في تقرير 2025، لكن تقارير سابقة صنفتها في مراكز متأخرة (حوالي الـ100 عالميًا) بسبب:

  • الكثافة السكانية: 106 مليون نسمة تضغط على الموارد.
  • التضخم: الذي بلغ ذروته في 2023 (38.5%)، مُقلصًا جودة الحياة.
  • محدودية الدعم الاجتماعي: رغم تحسنه في الريف، تظل الخدمات العامة غير كافية.

دروس من النموذج الإماراتي للعالم العربي

يُظهر صعود الإمارات أن السعادة ليست حكرًا على الدول الغنية، بل نتاج سياسات مُمنهجة تعزز الثقة بين المواطن والدولة. أما مصر، فبإمكانها التعلم من تجربة جارتها عبر:

  • تحفيز الشمول المالي: لتحقيق عدالة أكبر.
  • تعزيز البنية التحتية الصحية: لرفع متوسط العمر الصحي.
  • تبني مبادرات مجتمعية: كتلك التي أطلقتها الإمارات لتعزيز الروابط الأسرية.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة