الإفراج عن الوثائق: إجابات قديمة بأسئلة جديدة
أفرجت السلطات الأمريكية، الثلاثاء، عن وثائق غير منقحة مرتبطة باغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963، لكن تحليلًا لـ واشنطن بوست أكد أنها ليست جديدة، بل نسخًا مُعدَّلة من أرشيف سبق الكشف عنه. الوثائق سلطت الضوء على أدوار مخابراتية معقدة خلال الحرب الباردة، من مراقبة لي هارفي أوزوالد إلى تفاصيل عمليات تجسس CIA في باريس وموسكو.
أوزوالد تحت العدسة: مراقبة CIA في المكسيك
كشفت الملفات تفاصيل مثيرة حول مراقبة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لتحركات لي هارفي أوزوالد قبل أسابيع من الاغتيال، خاصة زيارته للسفارة السوفيتية والقنصلية الكوبية في مكسيكو سيتي عام 1963. ورغم ذلك، لم تُقدم الوثائق دليلاً على تورط مباشر لدول أجنبية، وفقًا لخبراء.

خبراء التاريخ: “لا مفاجآت تُعيد كتابة القصة”
علق فيليب شينون، مؤلف كتاب عمل قاسٍ وصادق: التاريخ السري لاغتيال كينيدي، قائلًا: “قد تحوي الوثائق مفاجآت، لكنها لا تُعيد صياغة الرواية الأساسية”. من جهته، رأى تيموثي نفتالي، أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا، أن الإفراج يقدم رؤية أعمق لسياسات الولايات المتحدة تجاه دول مثل كمبوديا وإندونيسيا ومصر خلال الستينيات.
أساليب CIA: 1,500 عميل تحت غطاء الدبلوماسية
كشفت إحدى الوثائق عن استراتيجية CIA في إخفاء عملائها خلف وظائف دبلوماسية. ففي عام 1961، كشف المؤرخ آرثر شليزنجر جونيور في مذكرة سرية أن أكثر من 1,500 عميل من الوكالة كانوا يعملون تحت غطاء وزارة الخارجية، بينهم 128 عميلًا في السفارة الأمريكية بباريس وحدها، حيث احتلوا الطوابق العليا بشكل معلن.
من كاسترو إلى KGB: ألغاز مخابراتية
ضمت الوثائق تقريرًا سريًا من 1991 يفيد بأن مسؤولًا سابقًا في الـ KGB، فياتشيسلاف نكونوف، راجع ملفات أوزوالد في موسكو وخلص إلى أنه “شخص غير متزن” وليس عميلاً للسوفييت. كما أُزيح الستار عن مانويل ماتشادو لوساس، الصديق المقرب لفيدل كاسترو، الذي تبين أنه عميل لـ CIA.
الأرشيف يُغلق بابًا ويُفتح آخر
رغم أن الوثائق الجديدة لم تُدعم نظريات المؤامرة، فإنها كشفت النقاب عن آليات عمل المخابرات الأمريكية خلال الحرب الباردة، وعلاقاتها المعقدة مع أعداء وحلفاء. السؤال الأبرز الآن: هل يُعيد هذا الكشف فتح التحقيق، أم أنه مجرد تأكيد على أن بعض الأسرار تبقى مدفونة إلى الأبد؟
اترك رد