الثوريوم: بديل اليورانيوم الذي يهدّد هيمنة الطاقة النووية التقليدية
مع تزايد الضغوط العالمية للانتقال إلى طاقة نظيفة، يبرز الثوريوم كبطل جديد في السباق النووي. هذا المعدن الفضي، الذي ظل لعقود في الظل بسبب هيمنة اليورانيوم، يحمل وعودًا بتقليل النفايات المشعّة وزيادة الأمان.
ما هو الثوريوم؟ معدن القرن الحادي والعشرين
الثوريوم معدن طبيعي فضي ضعيف الإشعاع، يتواجد في الصخور والتربة بنسب ضئيلة. يتميز الثوريوم-232 (نظيره الرئيسي) بعمر نصفي يصل إلى 14 مليار سنة، أي 3 أضعاف عمر الأرض! ورغم عدم استخدامه مباشرة كوقود، فإنه يتحول إلى يورانيوم-233 عند تعريضه للنيوترونات، ليصبح مصدرًا فعالًا للانشطار النووي.
كنوز المونازيت: أين تختفي الثروة العالمية للثوريوم؟
يُستخرج الثوريوم بشكل رئيسي من معدن المونازيت، الذي يحتوي على 12% من تركيبته. تتصدر الهند قائمة الاحتياطيات بـ 12 مليون طن في رمالها الساحلية، تليها البرازيل (630 ألف طن) وأستراليا والولايات المتحدة (600 ألف طن لكل منهما). أما المفاجأة الكبرى فجاءت من الصين، التي أعلنت عن اكتشاف مليون طن في منغوليا الداخلية، تكفي لتوليد كهرباء لـ 60 ألف عام! بينما تمتلك مصر 380 ألف طن.
التحديات الخفية: لماذا لم يُستغل الثوريوم بعد؟
- التكلفة العالية: استخراجه غير مجدٍ اقتصاديًّا إلا كمنتج ثانوي لـ المعادن النادرة.
- البنية التحتية: تتطلب مفاعلاته تقنيات مختلفة عن اليورانيوم، مثل مفاعلات الملح المنصهر.
- السياسات العالمية: هيمنة اليورانيوم مدعومة ببنية صناعية وسياسية قائمة منذ الحرب الباردة.
7 مفاعلات نووية يمكنها تشغيل الثوريوم
- مفاعلات الماء الثقيل
- المفاعلات عالية الحرارة (مُبرَّدة بالغاز)
- مفاعلات الماء المغلي
- مفاعلات الماء المضغوط
- المفاعلات سريعة النيوترونات
- مفاعلات الملح المنصهر
- المفاعلات المعتمدة على المسرعات
مستقبل الطاقة: هل ستنقلب المعادلة لصالح الثوريوم؟
بينما تعتمد 95% من المفاعلات النووية الحالية على اليورانيوم، تُظهر دراسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الثوريوم قد يقلل النفايات المشعة بنسبة 80%. مع تزايد استثمارات الهند والصين في أبحاثه، قد نشهد تحولًا جذريًّا في خريطة الطاقة العالمية بحلول 2040.
اترك رد