يشهد سكان الوطن العربي مساء اليوم الثلاثاء مشهدًا فلكيًا بديعًا يجمع بين هلال القمر وعنقود نجوم الثريا، مقدمًا فرصة نادرة لعشاق التصوير الفلكي والمراقبين المهتمين بجمال السماء.
اقتران نادر يستحق المشاهدة
أعلنت الجمعية الفلكية بجدة أن سماء الوطن العربي ستستضيف ظاهرة اقتران هلال القمر مع عنقود نجوم الثريا مع بداية ليل غد الثلاثاء 1 أبريل 2025. ويعرف هذا العنقود النجمي أيضًا باسم “الشقيقات السبع”، نسبة إلى ألمع سبعة نجوم تتألق في هذا التجمع السماوي الفريد.
سيظهر القمر في موقع مرتفع بالسماء بعد غروب الشمس، ما يتيح فرصة ممتازة لمتابعة هذا الحدث الفلكي. لكن الجمعية نبهت إلى أن عنقود الثريا قد لا يكون مرئيًا بوضوح داخل المدن بسبب التلوث الضوئي الذي يحجب ضوء النجوم الخافت.

نصائح للمراقبة المثلى
لضمان أفضل مشاهدة لهذه الظاهرة، ينصح خبراء الفلك باستخدام المنظار بعد حلول الظلام، حيث سيمكن رؤية القمر وعنقود الثريا في نفس الإطار. وتعد هذه فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي لالتقاط مشاهد استثنائية تجمع بين الهلال ومجموعة النجوم المتلألئة.
ويفضل التوجه إلى مناطق خالية من التلوث الضوئي للحصول على رؤية أوضح للعنقود النجمي، حيث يمكن التعرف على تفاصيل أكثر وملاحظة عدد أكبر من النجوم.
حقائق مذهلة عن عنقود الثريا
عنقود الثريا هو تجمع نجمي مفتوح يضم حوالي 500 نجم، وتشير القياسات الحديثة إلى أنه تكون من سحابة غازية واحدة قبل نحو 100 مليون سنة فقط، وهو عمر صغير نسبيًا مقارنة بعمر شمسنا البالغ 4.5 مليارات سنة.
وما يجعل هذا العنقود مميزًا هو أن نجومه تتأثر بقوى الجاذبية المتبادلة فيما بينها، وتسير معًا في مجموعة متماسكة عبر الفضاء. وتبعد هذه المجموعة النجمية عن كوكبنا مسافة 430 سنة ضوئية تقريبًا، فيما تتفوق إضاءة بعض نجومها على الشمس بآلاف المرات.
اختبار لحدة البصر
يمثل عنقود الثريا اختبارًا تقليديًا لقوة الإبصار، حيث كان العرب يعتبرون رؤية سبعة نجوم منه دليلًا على قوة البصر. وفي ظروف مثالية وبعيدًا عن أضواء المدن، يمكن لشخص متميز رؤية تسعة أو عشرة نجوم، خصوصًا بعد تكيف العين مع الظلام.
وعند استخدام المنظار، يمكن مشاهدة عدد أكبر من النجوم، أما التلسكوبات الأكثر قوة فتكشف المواد السديمية المحيطة بالنجوم والتي تعكس أصل تكوين هذا العنقود الرائع.
اترك رد