العنوان الفرعي الأول: اتهامات بالفساد و”حرب الروايات” بين قطر ومصر
أصدرت المحكمة الإسرائيلية قرارًا بتمديد احتجاز جوناثان يوريش (مساعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو) وإيلي فيلدشتاين (المتحدث السابق لوزارة الدفاع) ليومين إضافيين، في إطار تحقيقات تُجرى حول تورطهما المزعوم في تلقي أموال من جهات قطرية لـ”تشويه” الدور المصري في الوساطة بين حماس وإسرائيل. وتُعتبر القضية، التي أُطلقت عليها تسمية “فضيحة قطر جيت”، واحدة من أبرز قضايا الفساد السياسي التي تُلاحَق فيها شخصيات مقرّبة من السلطة.
ووفقًا لوثائق التحقيق، تعاون المتهمان مع جاي فوتليك، رجل الضغط الأمريكي المؤيد لقطر، عبر شركته “الدائرة الثالثة”، لتنفيذ حملة إعلامية تهدف إلى تعزيز صورة الدوحة كوسيط رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، بينما سعت الحملة إلى نشر روايات سلبية عن جهود مصر في نفس الملف.
العنوان الفرعي الثاني: أموال ووسطاء… تفاصيل “الشبكة السرية”
كشفت تحقيقات الشرطة الإسرائيلية أن فيلدشتاين تلقى أموالًا عبر وسيط يُدعى جيل بيرجر، رجل أعمال إسرائيلي مقيم في الخليج، والذي اعترف في تسجيل صوتي بثته هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” الشهر الماضي، بنقله أموالًا من فوتليك إلى فيلدشتاين أثناء عمله متحدثًا رسميًا لنتنياهو. وأشارت التحقيقات إلى أن يوريش عمل كـ”حلقة وصل” بين فيلدشتاين وشركة فوتليك، في صفقة شملت أيضًا توجيه رسائل إعلامية لصالح قطر قبل استضافتها كأس العالم 2022.
من جهته، هاجم أميت حداد، محامي المتهمين، التحقيقات ووصفها بـ”المهزلة”، مطالبًا برفع حظر النشر “لكشف زيف الادعاءات”. لكن القاضي مناحيم مزراحي انتقد تسريبات من أجهزة الأمن انتهكت قرار حظر النشر، مؤكدًا أن الأدلة تشير إلى تورط شبكة من الوسطاء في تمويل الحملة.
العنوان الفرعي الثالث: تداعيات سياسية وعقوبات قد تصل إلى 15 عامًا
لا تقتصر التهم الموجهة إلى يوريش وفيلدشتاين على الرشوة فحسب، بل تشمل أيضًا الاتصال بعملاء أجانب وغسيل الأموال والجرائم الضريبية، وهي تهم قد تعرضهما لعقوبات تصل إلى 15 عامًا بالسجن في حال الإدانة. وتكشف القضية عن تداخل خطير بين العمل السياسي ومصالح خارجية، خاصة مع تصاعد التنافس الإقليمي بين قطر ومصر في ملفات الوساطة.
وفي تعليق لافت، أشار مراقبون إلى أن الفضيحة قد تُعيد فتح ملف العلاقات الإسرائيلية-القطرية، والتي شهدت تقاربًا خلال السنوات الماضية، بينما تُثير تساؤلات حول مدى تأثير “حروب الروايات” الإعلامية على صناعة القرار السياسي في تل أبيب.
العنوان الفرعي الرابع: هل تُغيّر الفضيحة خريطة الوساطة في الشرق الأوسط؟
تأتي الفضيحة في وقت حساس، حيث تُعتبر مصر لاعبًا أساسيًا في أي مفاوضات متعلقة بغزة، بينما تسعى قطر إلى تعزيز نفوذها الإقليمي عبر وساطات إنسانية وسياسية. وبينما تنفي الدوحة أي علاقة بالتحقيقات، يُتوقع أن تؤثر القضية على موازين القوى في الملف الفلسطيني، لا سيما مع ضغوط داخل إسرائيل لـ”تطهير” مؤسساتها من شبهات الفساد المرتبطة بدول خارجية.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تُواجه فيها حكومة نتنياهو اتهامات فساد، لكن “قطر جيت” قد تشكل اختبارًا جديدًا لاستقلالية القضاء الإسرائيلي في ظل تحقيقات تُلامس أعلى الهرم السياسي.
اترك رد