مراجعة الـVAR.. كيف نجا تاركوفسكي من بطاقة حمراء واضحة أمام ليفربول

اللقطة المثيرة للجدل في مباراة ليفربول وإيفرتون

يثير استخدام تقنية مساعد الحكم بالفيديو جدلاً مستمراً في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ يتساءل الجميع عن كيفية اتخاذ القرارات ومدى دقتها في كل موقف. نستعرض فيما يلي التفاصيل وفقًا لما أفادت به شبكة ESPN الرياضية.

ليفربول 1-0 إيفرتون

احتمال بطاقة حمراء: سلوك خطير من تاركوفسكي

ما حدث:
في الدقيقة الحادية عشرة، خرج مدافع إيفرتون، تيم تاركوفسكي، لتنفيذ تدخل تطهير عند حافة منطقة الجزاء، مما نتج عنه تلامس عنيف مع لاعب ليفربول أليكسيس ماك ألستر في وسط الملعب. قام الحكم سام باروت بإصدار بطاقة صفراء، ثم تمت مراجعة القرار عبر تقنية الـVAR تحت إشراف بول تيرني للتحقق من إمكانية احتساب بطاقة حمراء.

إحصائيات تاركوفسكي في المباراة
إحصائيات تاركوفسكي في المباراة

قرار الـVAR:
تم رفض منح البطاقة الحمراء.

تحليل الـVAR للحادثة:

انطلق تاركوفسكي بسرعة كبيرة في محاولة لاحتساب الكرة، وخلال حركة ساقه، اصطدم بماك ألستر باستخدام مسامير حذائه بشكل واضح ومميز. وقد استوفى هذا التصرف كل شروط ارتكاب خطأ فادح يُعرف بأنه تدخل خطير قد يُعرّض سلامة الخصم للخطر أو ينطوي على استخدام قوة مفرطة.

فما السبب إذًا وراء عدم تدخل الـVAR في هذه الحالة؟
يوجد توجيه يقضي بعدم منح بطاقة حمراء إذا كان التلامس مع الخصم نتيجة حركة طبيعية أثناء الركل، فقد يحدث مثل هذا التلامس أثناء محاولة تطهير الكرة أو التسديد، ويُعتبر التلامس العالي في بعض الأحيان أمرًا لا مفر منه. إلا أن هذا المبدأ لا يبرر كل التصرفات، وكانت الحالة المذكورة مثالاً على تجاوز الحد المسموح به.

لو أن تاركوفسكي كان يقوم بتطهير الكرة من وضعية ثابتة أو بخطوة أو خطوتين فقط، لكان مستوى القوة المستخدم واضحاً ومنخفضاً. ولكن نظرًا لأنه اندفع من عدة ياردات وانزلق على الكرة، فإن ارتفاع حذائه لا يُمكن تفسيره كنتيجة طبيعية لهذا التحدي، مما يوحي بأنه كان بمقدوره تفادي الاتصال مع الخصم.

قد يُلاحظ تشابه مع البطاقة الحمراء التي وُجهت لمايلس لويس-سكلي من أرسنال خلال مباراته ضد وولفرهامبتون، وإن كانت الحالة في الاتجاه المعاكس؛ فقد اعتمد الـVAR على وصف الحكم للحادثة ووجد أن اللقطات تعكس الوصف بدرجة كافية لعدم اعتبار الخطأ “واضحًا وجليًا”. إلا أن هذا التقييم لم يكن دقيقًا تماماً؛ إذ إن القوة المستخدمة لم تكن تبرر بطاقة حمراء في حالة تدخل خطير يستدعي التدخل الفوري.

وأوضح باروت أن تصرف تاركوفسكي يُعد تحديًا متهورًا يستوجب بطاقة صفراء، وقد جاء ذلك كنتيجة لسير اللعب الطبيعي، حيث رأى الـVAR أن القرار كان مدعومًا. ومع ذلك، هناك حاجة أحيانًا لمنح الـVAR استقلالية أكبر في تقييم مستويات القوة والشدة بدقة؛ فهذا الجانب يمثل أحد أصعب الجوانب في مركز مراجعة الفيديو، نظرًا لاعتماده على اللقطات دون الشعور المباشر بإيقاع المباراة، مما يعد نقطة ضعف مستمرة بين الحكام في إنجلترا.

خريطة حرارية للمسات تاركوفسكي خلال المباراة
خريطة حرارية للمسات تاركوفسكي خلال المباراة

القرار النهائي:

لم تُحدث هذه الحادثة ضجة درامية كبيرة، بل أثارت الاستياء المعتاد من قرارات التحكيم، خاصةً مع عدم تسجيل أي خطأ من الـVAR منذ يناير. ومع ذلك، ستُسجّل هذه الحالة كالتدخل العاشر الفائت لهذا الموسم، مقابل 21 حالة فائتة تم تسجيلها في نفس المرحلة من الموسم الماضي. وكلما تكرر مثل هذا الخطأ الكبير، يعيد الجمهور تصور أن تقنية الـVAR تبقى محور جدل أسبوعًا بعد أسبوع كما في المواسم السابقة.

من اللافت أيضًا عدد المرات التي شمل فيها خطأ تقييم التدخلات الخطيرة تيرني؛ ففي الموسمين الأخيرين، كان لتيرني تدخلات خاطئة في أربع حالات من أصل عشرة حالات فائتة، بينما سجل أي مساعد فيديو آخر تدخلًا واحدًا كحد أقصى.

مع ذلك، لا يمكن إنكار أن تيرني يُعتبر من أفضل مساعدي الحكام بالفيديو هذا الموسم، خاصة بعد تخصصه في هذا الدور نتيجة إصابة طويلة الأمد. وبحسب لوحة الأحداث الرئيسية في الدوري الإنجليزي، التي شملت 44 تعيينًا و86 حادثة، لم يرتكب تيرني سوى خطأ واحد هو عدم إصدار بطاقة حمراء بسبب تدخل خطير ضد بروفيس إستوبيان من برايتون ضد وست هام يونايتد في ديسمبر.

ورغم ذلك، أكدت الجهات المنظمة للدوري صباح الخميس أن قرار تاركوفسكي كان يستحق بطاقة حمراء واضحة، مما يؤكد ضرورة تحسين هذا الجانب.

ارتقى باروت هذا الموسم إلى صفوف نخبة الحكام وأُدرج ضمن المسؤولين الدوليين التابعين للفيفا؛ فقد تولى تحكيم مباريات أرسنال ضد مانشستر يونايتد وتوتنهام ضد ليفربول في ديسمبر، ومن المقرر أن يشرف على مباريات كبرى بانتظام. وعلى الرغم من الثناء الكبير الذي ناله خلال الموسمين الماضيين، إلا أن خطأ تقديره وفشل الـVAR في دعمه قد يترك أثرًا سلبيًا.

اللقطة المثيرة للجدل في مباراة ليفربول وإيفرتون
اللقطة المثيرة للجدل في مباراة ليفربول وإيفرتون

احتمال تسلل: دييز قبل هدف جوتا

ما حدث:
سجل دييغو جوتا هدف الفوز لليفربول في الدقيقة 57، إلا أن لويس دييز ظهر في وضعية تسلل واضحة عند تمرير الكرة الأولى بواسطة رايان غرافنبرش. هل كان هناك ما يستدعي إلغاء الهدف؟

تحليل الـVAR للحالة:
تقبلنا ظهور مثل هذه الحالات عدة مرات خلال الموسم، إذ يتخذ اللاعبون مواقف تسلل خلف المدافعين خلال اتجاه التمريرة دون احتساب التسلل. وفي بعض المناسبات، يقوم مساعد الحكم برفع العلم حفاظًا على سلامة القرارات التحكيمية. ومع ذلك، يبقى التقييم مسألة تقديرية؛ إذ يُطرح السؤال: هل كان للاعب المهاجم تأثير مباشر على المدافع أم أنه كان في وضعية ثابتة؟ فمحاولة اعتراض الكرة أو تطهيرها من قبل المدافع لا تُعد العامل الحاسم وحده.

يعتمد الـVAR في مثل هذه الحالات على تطبيق القانون بكامل معانيه، سعياً لتحقيق نتيجة عادلة ومنصفة. فإذا لم يلمس اللاعب الكرة، فإن تواجده في وضعية تسلل لا يُشكل مخالفة تلقائية. وعندما يكون اللاعب ثابتًا، كما هو حال دييز الذي لم يتحرك باتجاه الكرة أو الخصم، يصبح التدخل صعبًا إلا إذا كان اللاعب ضمن مجال رؤية الحارس أثناء التسديدة.

ولا يُعتبر ما يُعرف بـ”اللعب المتعمد” عاملاً مساعدًا لليفربول، إذ أن الكرة لم تُمرر لدى دييز ضمن مرحلة التسلسل النشط للتسلل. ففي حال تسبب تاركوفسكي بتلامس بسيط خلال محاولته الوصول للكرة ثم انتقال الكرة إلى دييز، كان من المحتمل احتساب التسلل في نفس المرحلة. وكذلك، إذا ارتدت الكرة عن لاعب آخر من إيفرتون نتيجة تدخل تاركوفسكي، لكان دييز استمر في نشاطه.

إلا أن تاركوفسكي ضرب الكرة بعيدًا عن المرمى، وبعدها لمس دييغو جوتا الكرة، ما خلق مرحلة تسلل جديدة، فتبدّل وضع دييز إلى أنه لم يعد في موقف تسلل.

وبالتالي، يمكن اعتبار تدخل دييز في هذه الحالة نتيجة تأثيره على تصرف تاركوفسكي خلال مرحلة تمريرة رايان غرافنبرش، دون أن يقوم بفعل واضح يُخلِ بالشروط القانونية يبرر تدخل الـVAR لإلغاء الهدف. ومن جهة أخرى، يجادل البعض بأن ليفربول استفاد من ظهور دييز في وضعية تسلل، إذ لا يُمكن توقع أن يترك تاركوفسكي الكرة بسذاجة.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة