بعد جدل زيارة ماكرون للقاهرة التاريخية.. من يضع برامج زيارات الرؤساء للدول؟

ماكرون والرئيس السيسي

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة التاريخية برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما تبعها من جولة في منطقتي خان الخليلي والحسين وتناول الطعام في أحد المطاعم الشعبية، أثارت الكثير من النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي. البعض رأى في اختيار وسط البلد والقاهرة التاريخية رسالة واضحة عن تفضيل التراث والثقافة المصرية القديمة على المشروعات الحديثة كالعاصمة الإدارية الجديدة، معتبرين أن الرئيس الفرنسي يدرك جيدًا قيمة الحضارة المصرية ويفضلها على الأبنية الحديثة.

من يحدد جدول الزيارة؟

لكن وفقًا للبروتوكولات الدبلوماسية الدولية، فإن برنامج الزيارة لا يحدده الضيف وحده، بل يُعد بالتنسيق الكامل بين مكتب رئيس الدولة المضيفة (في هذه الحالة، مؤسسة الرئاسة المصرية) والبعثة الدبلوماسية للضيف (السفارة الفرنسية)، وبناءً على طلبات الطرفين. أي أن الأماكن التي يزورها رئيس دولة خلال زيارة رسمية لا تعكس بالضرورة موقفًا شخصيًا أو سياسيًا، بل هي في الغالب مدروسة بعناية، وتراعي الرسائل الرمزية والثقافية والسياسية التي ترغب الدولتان في توصيلها.

وبالتالي، فإن زيارة ماكرون للقاهرة القديمة لا تعني إغفالًا لمشروعات الجمهورية الجديدة، بل ربما تعكس رغبة مشتركة في إظهار الوجه الحضاري والثقافي لمصر، خاصة في منطقة لها رمزية دينية وتاريخية عميقة كالحسين وخان الخليلي، تهم كثيرًا من السائحين الأوروبيين.

وفي ضوء هذا الجدل نستعرض معكم من يضع جدول الزيارة وفقا للبروتوكولات المعمول بها دوليا.

طبقاً للأعراف البروتوكولية المعمول بها دولياً، فإن الدولة المضيفة هي التي تضع مسودة جدول الزيارة وترتيباتها التفصيلية، وذلك عبر إدارة البروتوكول في وزارة الخارجية أو الديوان الرئاسي لديها.

كيفية العمل بالتنسيق بين الطرفين

  1. المقترح المبدئي: يرسل الجانب الزائر عبر مكتب البروتوكول الرئاسي أو وزارة خارجيته رغباته ومواعيد رحلته الأساسية (موعد الوصول، فترة الإقامة، مواعيد مغادرة الدولة).
  2. إعداد المضيف: تقوم إدارة البروتوكول في الدولة المضيفة بإعداد برنامج تفصيلي يشمل الزيارات الرسمية والاجتماعات وجولات العمل والفعاليات المصاحبة.
  3. التنسيق والموافقة: يُرفع البرنامج المبدئي إلى الجانب الزائر للمراجعة وإبداء الملاحظات أو طلب التعديلات.
  4. الإصدار النهائي: بعد التوافق، تصدر الدولة المضيفة الجدول الرسمي وتوزعه على الجهات المعنية (الأمن، النقل، الإعلام، البروتوكول) لضمان سير الزيارة بسلاسة.

بهذه الطريقة يظل دور الدولة الزائرة في تحديد الإطار الزمني العام والتفضيلات، لكن المسؤولية الرئيسية لإعداد وتنسيق جدول الزيارة النهائي تقع على عاتق الدولة المضيفة.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة