كيف تكتشف التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي على الإنترنت؟

التزييف العميق

في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي، أصبحت تقنيات “التزييف العميق” (Deepfake) تشكل تحدياً حقيقياً للصحافة والمجتمع، خاصة مع إمكانية إنتاج صور ومقاطع فيديو تبدو واقعية جدًا ولكنها في الواقع مفبركة. سنتعرف في هذه القصة الصحفية على كيفية اكتشاف التزييف في الصور والفيديوهات المُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، معتمدين على مجموعة من المصادر الموثوقة والكتب المتخصصة.

قصة من الواقع: التحقق من صحة الصور المُزيفة

في إحدى الأيام، انتشرت على الإنترنت صور ومقاطع فيديو تدعي أنها تُظهر أحداثاً كبرى مثل فيضانات مفبركة في المتنزهات الترفيهية أو تجمعات انتخابية ضخمة. كان أحد هذه الادعاءات يتحدث عن صور تظهر متنزه ديزني ورلد في فلوريدا وهو يغرق بعد ضرب إعصار “ميلتون” في أكتوبر 2024. سرعان ما بدأت القنوات الإعلامية المرموقة، مثل رويترز، في التحقيق في هذه الصور.

قام فريق “تقصي الحقيقة” بجمع الأدلة عبر مقارنة الصور المنشورة مع الصور الأصلية لمتنزه ديزني ورلد، واستخدموا أدوات تحليل الصور مثل منصة “تروميديا دوت أورج” لتحليل العناصر الدقيقة في الصور. أظهرت الفحوصات تشوهات واضحة في هياكل القلعة، مثل نوافذ مفقودة وانعكاسات غير متناسقة، ما دلّ على أن الصور قد أُنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي وليس لها أي أساس واقعي.

على الجانب الآخر، شهدت حملة انتخابية في ولاية ميشيغان ادعاءات زائفة بأن صورة تجمع انتخابي لنائبة الرئيس كامالا هاريس ومرشحها قد أُنتجت باستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة حجم الحشد. وفي هذه الحالة، أكدت عدة مؤسسات إعلامية موثوقة، من ضمنها رويترز، صحة الصورة من خلال مقارنة النسخ الملتقطة من عدة مصادر، وكشف محللو الصور الجنائية أن الصورة لم تخضع لأي تعديل رقمي.

كيف يمكن اكتشاف التزييف في الصور والفيديوهات؟

وفقًا لمصادر عدة، يمكن اتباع الخطوات التالية لاكتشاف التزييف:

  1. التحقق من المصدر:
    يجب البحث عن الصورة أو الفيديو عبر محركات البحث العكسية مثل “Google Reverse Image Search” للتأكد من أصله ومصداقيته.
  2. تحليل التفاصيل الدقيقة:
  • فحص بيانات EXIF الخاصة بالصور باستخدام أدوات مثل “Exif Viewer” يمكن أن يكشف عن اختلافات في الإعدادات أو تاريخ الالتقاط.
  • تحليل جودة الصورة والفيديو: ظهور تشوهات أو اختلافات في جودة الإضاءة والحواف قد يشير إلى تلاعب رقمي.
  1. استخدام أدوات الكشف المتخصصة:
    توجد العديد من الأدوات مثل “InVID” لفحص الفيديوهات و”FotoForensics” لتحليل الصور، والتي تتيح لك الكشف عن علامات التلاعب في المحتوى.
  2. الفحص اليدوي والتدقيق:
    يجب على المستخدم تكريس بعض الوقت لمشاهدة المحتوى بتركيز، ومقارنة الحركات في الفيديو مع الحركات الطبيعية للعناصر، مثل حركة الفم والعينين في مقاطع الفيديو.
  3. التدقيق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي:
    تقدم منصات مثل “DeepBrain AI” و”Deepware Scanner” تقنيات متقدمة لاكتشاف التزييف العميق، حيث تقوم بتحليل الأنماط والعناصر الصوتية والمرئية بدقة فائقة.

المصادر الموثوقة

  • رويترز: قدمت تقارير وتحليلات شاملة حول كيفية تمييز الصور ومقاطع الفيديو المزيفة باستخدام أدوات تحليل الوسائط.
  • منصات الكشف عن التزييف: مثل “تروميديا دوت أورج” و”InVID” و”FotoForensics”، وهي أدوات متخصصة في تحليل وتحديد المحتوى الرقمي المعدل.
  • الكتب والمقالات المتخصصة: تتناول موضوع تقنيات الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق وأدوات الكشف عنها مثل تقرير “مبادئ التزييف العميق” الصادر عن وزارة البيانات السعودية.

ضرورة التمييز بين الواقع والتضليل

مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى المزيف، يصبح من الضروري أن يتعلم المستخدمون كيفية التمييز بين الصور والفيديوهات الحقيقية والمزيفة. عبر الجمع بين الأدوات التقنية المتطورة والفحص اليدوي الدقيق، يمكن للصحفيين والمستخدمين حماية أنفسهم من المعلومات المضللة وتجنب الوقوع في فخ الاحتيال. إن الوعي والقدرة على التحقق من المصادر والتفاصيل الدقيقة هي الأساس في بناء ثقة الجمهور في المحتوى الرقمي.

باتباع هذه الخطوات والاعتماد على المصادر الموثوقة، نستطيع معًا مواجهة تحديات التزييف العميق والاحتفاظ بصحة المعلومات في عصر يتسم بتطور التكنولوجيا السريع.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة