في تطور لافت للأحداث في السودان، أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، أن الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عام ونصف ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش على قوات الدعم السريع. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الشريف عقب لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حيث أكد أن القوات المسلحة السودانية تحظى بدعم شعبي داخلي ومن الدول الصديقة.
دعم من قوى إقليمية
وأشار الشريف إلى أن المليشيا المتمردة في السودان، في إشارة إلى قوات الدعم السريع، تتلقى الدعم العسكري والسياسي والإعلامي من بعض القوى الإقليمية والدولية. وأكد أن الجامعة العربية تقوم بدورها المسؤول في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار والأمن في السودان ودعم الشرعية الممثلة في القوات المسلحة السودانية.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر، دعا الشريف إلى حوار سوداني-سوداني يجمع كل القوى السياسية دون إقصاء لإنهاء الحرب. وأكد أن المعركة مع قوات الدعم السريع فُرضت على الجيش السوداني، وأن البلاد ترفض أي تدخل دولي في الأزمة الراهنة. كما شدد على أن السودانيين لن يقبلوا بأي مستقبل سياسي أو عسكري للدعم السريع في البلاد.
تحذير من استمرار تزويد الدعم السريع بالسلاح
وحذر الوزير السوداني من استمرار تزويد الدعم السريع بالسلاح، مشيرًا إلى أنه إذا أراد العالم إيقاف الحرب، فعليه منع تزويد المليشيا بالسلاح دون الدعوة للتدخل الدولي. كما اتهم دولة تشاد المجاورة بتمويل ودعم قوات الدعم السريع، موضحًا أن مطار أم جرس التشادي دخلت عبره أسلحة لهذه القوات استُخدمت في قتل السودانيين.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، أكد الشريف أن علاقات بلاده مع مصر تُعتبر الأهم على الصعيد الخارجي، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا دائمًا بين القاهرة والخرطوم من أجل حل الأزمة السودانية. كما أعرب عن تطلع السودان إلى حوار مفتوح مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للوصول إلى حل للأزمة السودانية.
تاريخ الأزمة في السودان
منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 13 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية. وتتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
تأتي هذه التصريحات في وقت يسعى فيه السودان إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لإعادة الاستقرار والأمن إلى البلاد، مع التأكيد على أهمية الحوار الداخلي بين مختلف القوى السياسية لإنهاء النزاع المستمر.
اترك رد