رشة قرفة قد تُربك دواءك: 4 تفاعلات خطيرة بين القرفة وبعض الأدوية

القرفة - أرشيفية

لطالما كانت القرفة نكهة محببة لدى الملايين حول العالم، سواء في أطباق الإفطار أو في وصفات الحلويات الشتوية، بطعمها العطري الدافئ الذي يصعب مقاومته. ولكن خلف هذه الرائحة المغرية، قد تختبئ مخاطر صحية غير متوقعة، خاصة لمن يتناولون أدوية موصوفة طبيًا.

بينما يعتقد الكثيرون أن القرفة مجرد توابل طبيعية لا ضرر منها، يحذر الخبراء من أن بعض مكوناتها قد تتفاعل بطرق غير مرغوبة مع أنواع محددة من الأدوية، وهو ما قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة.

في هذا التقرير، نستعرض أربعة تفاعلات دوائية رئيسية للقرفة يجب الحذر منها، كما نقدم نصائح وقائية من الأطباء لتناولها بأمان.

١. القرفة وسكر الدم: تفاعل قد يؤدي إلى انخفاض حاد

تحذر أخصائية التغذية المسجلة في ولاية تكساس، ويتني ستيوارت، من أن القرفة قد تُخفض مستويات السكر في الدم، ما يسبب مشاكل عند تناولها بالتزامن مع أدوية مثل الإنسولين أو الميتفورمين.

تحتوي القرفة على مركبات مثل «سينامالديهيد»، والتي قد تزيد من حساسية الجسم للأنسولين أو تقلل من إنتاج الجلوكوز في الكبد. وعند اجتماع تأثيرها مع أدوية خفض السكر، قد ينخفض مستوى الجلوكوز بشكل خطير.

ورغم ذلك، لا يعني الأمر بالضرورة تجنب القرفة تمامًا. إذ يمكن أن تكون مفيدة لمصابي السكري من النوع الثاني، شرط استشارة الطبيب المختص لتحديد الكمية المناسبة لتناولها دون تعريض المريض للخطر.

٢. خطر على ميوعة الدم: القرفة ومضادات التجلط

تحتوي القرفة على مادة «الكومارين»، وهي مركب طبيعي قد يتداخل مع فاعلية الأدوية المميعة للدم. الطبيبة الاستشارية جايل كليفورد توضح أن الكومارين يؤثر على إنزيمات الكبد المسؤولة عن تكسير بعض الأدوية، لا سيما تلك التي تنتمي إلى عائلة «السيتوكروم P450».

من أبرز الأدوية المتأثرة «الوارفارين»، وهو مميع دم شائع الاستخدام. فإذا أعاقت القرفة عملية تكسيره في الجسم، فإنها قد ترفع مستوياته في الدم إلى درجة خطيرة تؤدي إلى نزيف حاد.

تضيف كليفورد أن القرفة بحد ذاتها لها خصائص خفيفة مميعة للدم، مما يضاعف الأثر عند الجمع بينها وبين مضادات التجلط. ويجدر بالذكر أن قرفة الكاسيا تحتوي على نسب أعلى من الكومارين مقارنةً بقرفة السيلان.

٣. القرفة والكبد: عبء إضافي على عضو حساس

لا تتوقف التأثيرات الضارة للكومارين عند حدود الدم، بل تمتد إلى الكبد أيضًا. إذ تشير الدراسات إلى أن استهلاك القرفة بكميات كبيرة قد يُلحق الضرر بالكبد، خاصة لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية تُستقلب في الكبد، مثل «الباراسيتامول» (تايلينول) وأدوية الكوليسترول وأدوية الصرع.

الأمر قد يزداد خطورة بالنسبة لأولئك الذين يعانون أصلًا من أمراض الكبد مثل التهاب الكبد أو الكبد الدهني، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بتراكم هذه المادة.

٤. انخفاض ضغط الدم: القرفة قد تُضاعف مفعول الأدوية

من المعروف أن بعض مركبات القرفة مثل «سينامالديهيد» تملك تأثيرًا خفيفًا في خفض ضغط الدم. ورغم أن هذا قد يكون مفيدًا للبعض، إلا أنه قد يُسبب هبوطًا مفرطًا في الضغط عند تناول القرفة مع أدوية الضغط مثل حاصرات بيتا أو مثبطات ACE أو محصرات قنوات الكالسيوم.

في مثل هذه الحالات، قد تنخفض القراءة إلى ما دون المستوى الآمن، ما يعرض المريض لأعراض كالدوار والإرهاق أو حتى الإغماء.

الاحتياطات والنصائح الطبية

تحذر الطبيبة كليفورد من التهاون في تناول القرفة عند وجود أدوية موصوفة، خاصة عند استخدام مكملات القرفة التي قد تحتوي على جرعات مركزة. وتؤكد أن الطبيعة «العشبية» لأي مكمل لا تعني بالضرورة أنه آمن.

وتضيف الطبيبة أولى أوتولانا، المتخصصة في الرعاية العامة، أن الإفصاح الكامل للطبيب عن أي مكمل عشبي أو علاج بديل يستخدمه المريض أمر ضروري، حتى وإن بدا غير مهم. فالتفاعل الدوائي لا يفرق بين دواء صناعي أو مكون طبيعي، والمشورة الطبية الشخصية هي السبيل الآمن الوحيد.

لا تستهين بملعقة القرفة

رغم فوائد القرفة الصحية العديدة، إلا أن تناولها بشكل عشوائي قد يؤدي إلى نتائج عكسية عند التداخل مع أدوية مثل مميعات الدم، أدوية السكري أو أدوية الضغط. وفي حالات نادرة، قد تؤثر سلبًا على الكبد.

وتقول كليفورد: «رشّة خفيفة من القرفة على الشوفان قد تكون آمنة لمعظم الناس»، لكنها تنصح بالتواصل مع طبيب مختص قبل تناول مكملات القرفة أو استخدامها بكميات كبيرة، خاصة لمن لديهم أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية بانتظام.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة