في تطور لافت يعكس نجاح السياسات السكانية التي تبنتها الدولة المصرية مؤخرًا، سجلت البلاد أدنى معدل للنمو السكاني خلال الربع الأول من عام 2025 بنسبة 1.34%، وهو ما يُعد خطوة غير مسبوقة على طريق السيطرة على الزيادة السكانية، مقارنة بنسبة 1.4% في نفس الفترة من عام 2024، و1.6% خلال الربع الأول من 2023.
بورسعيد تتصدر المحافظات الأقل نموًا
خلال الفترة الممتدة من يناير 2023 وحتى أبريل 2025، سجلت محافظة بورسعيد أدنى معدل نمو سكاني على مستوى الجمهورية بنسبة بلغت 0.61%، لتتحول إلى نموذج يُحتذى به في مجال ضبط معدلات المواليد وتفعيل أدوات الوعي السكاني.
مبادرة «الألف يوم الذهبية»: حماية تبدأ من البداية
أطلقت الدولة المبادرة الرئاسية «الألف يوم الذهبية» لتحسين صحة الأم والطفل خلال المراحل الحرجة من حياة الطفل، وهي الخطوة التي أثمرت عن نتائج ملموسة في تعزيز الصحة الإنجابية والاهتمام بالرعاية الصحية المبكرة، لتصبح حجر الأساس في بناء أجيال أكثر وعيًا وقدرة على النمو السليم.
استراتيجية تنمية الأسرة: وعي يقود القرار
لم تكن هذه النتائج وليدة الصدفة، بل جاءت نتاجًا لتكامل جهود البرنامج القومي لتنمية الأسرة المصرية، مع الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، والتي ساهمت بشكل مباشر في تعزيز قدرة الأسر المصرية على اتخاذ قرارات إنجابية مستنيرة، قائمة على الوعي والفهم الكامل لتبعات الزيادة السكانية.
80% تغطية طبية.. ووسائل تنظيم الأسرة فور الولادة
شهد قطاع الصحة الإنجابية تحولًا كبيرًا، حيث وصلت نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة بعد الولادة مباشرة إلى 80%، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الخدمات الصحية. كما بلغت نسبة التغطية الشاملة بالأطباء في مراكز الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة بالمحافظات إلى 80%، بعدما كانت تعاني في السابق من عجز حاد وصل إلى نحو 60%.
بين استراتيجيات مدروسة ومبادرات ميدانية فعالة، نجحت مصر في تقليص معدل النمو السكاني إلى أدنى مستوياته، لتسجل بداية جديدة في ملف كان يؤرق الدولة لعقود. وفي ظل استمرار دعم القيادة السياسية لهذا التوجه، يبدو أن حلم «معدلات نمو سكاني متوازنة» لم يعد بعيد المنال.
اترك رد