بين السعف والترانيم.. احتفالات عالمية تخلّد ذكرى النصر الروحي
احتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الأحد، بـ”عيد أحد السعف” أو “الشعانين”، تذكارًا لدخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم القدس، حيث استُقبل بأغصان النخيل والزيتون رمزًا للسلام. وشهدت الكنائس حول العالم طقوسًا مميزة، أبرزها قداس البابا تواضروس الثاني في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وسط ترانيم تُحيي ذكرى الحدث التاريخي.
طقس ‘دورة السعف’.. رحلة روحية بين الأيقونات والإنجيل
قاد البابا تواضروس الثاني صلاة “دورة السعف” داخل الكاتدرائية، حيث طاف الحاضرون حاملين سعف النخيل والأغصان، وتوقفوا عند 12 نقطة رمزية، منها الأيقونات الدينية وبابا الكنيسة، مع قراءات إنجيلية تُناسب كل موقع. وارتدى الكهنة أزياءً ملوكية خاصة بالأعياد، بينما نُظمت الصلوات بلحن “افلوجيمينوس” التقليدي، مُعبّرين عن الفرحة بالنصر الروحي.
‘هوشعنا’.. سر التسمية ورموز السعف في الخطاب القبطي
أوضح القس أرميا فهمي، المتحدث باسم مطرانية بورسعيد، أن تسمية “الشعانين” تعود للجذر القبطي “هوشعنا”، بمعنى “خلصنا”، بينما يرمز السعف – قلب النخيل الأبيض – إلى نقاء القلب وقوّة الإيمان. وأكد أن العيد يدعو لنبذ الصراعات وترسيخ السلام، قائلًا: “الاحتفاء بالسعف هو تجسيد لأمل البشرية في حياة تسودها المحبة.”
من الفرح إلى الحزن.. ‘الجناز العام’ يُعلن بدء أسبوع الآلام
مع نهاية القداس، دخل الأقباط في أجواء تأملية عبر صلوات “الجناز العام”، إيذانًا ببدء “أسبوع الآلام” – الفترة الأكثر قدسية في التقويم الكنسي. وتتحول الكنائس خلال هذا الأسبوع إلى مظاهر الحداد، مع ألحان حزينة وستائر سوداء، استعدادًا لذكرى الصلب وصولًا إلى عيد القيامة.
بينما يخفت صوت ترانيم “الشعانين” اليوم، تبدأ رحلةٌ روحية عميقة تُذكّر الأقباط بتضحية المحبة العظمى. فمن سعف النخيل إلى صلبوت الآلام، يمتدّ المشهد الإيماني نحو فجر القيامة، حيث النصر الأبدي على كلّ ألم.
اترك تعليقاً