البابا تواضروس الثاني يقود احتفالات ‘أحد الشعانين’ بالإسكندرية.. رحلة روحية من السعف إلى الصليب

البابا تواضروس في أحد الشعانين

طقس ‘دورة السعف’.. 12 محطة إنجيلية تروي قصة النصر الروحي

ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس “أحد الشعانين” صباح اليوم في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وسط أجواءٍ احتفالية امتزجت بها ترانيم “افلوجيمينوس” التقليدية. وانطلقت الصلوات بـ”دورة السعف”، حيث طاف البابا والشمامسة داخل الكنيسة، متوقفين عند 12 موقعًا رمزيًّا، بينها الأيقونات الدينية وبابا الكنيسة، مع قراءة فصول من الإنجيل تتوافق مع كل محطة.

من الفردوس إلى الجلجثة.. عظة البابا تكشف سر ‘لقاءات الشجرة’

في عظته، أوضح البابا تواضروس الثاني أن “أحد الشعانين” يجسد لقاءً فريدًا بين البشرية والمسيح عبر رموز مرتبطة بالشجر، بدءًا من شجرة الفردوس، مرورًا بمذود الميلاد المصنوع من الخشب، وصولًا إلى سعف النخيل وأغصان الزيتون التي استُخدمت في الاستقبال الفرِح. وأضاف: “هذه الرمزية تُجسد لقاءات مصيرية: لقاء المحبة في الميلاد، لقاء التوبة مع زكا العشار، لقاء الفرح بالشعانين، وأخيرًا لقاء الخلاص على الصليب.”

ثلاث رسائل من السماء.. ‘املك على قلبي’

حدّد البابا ثلاث رسائل روحانية من العيد: الأولى دعوة لتملك المسيح على القلوب بنقاوة واتضاع، والثانية تذكير ببكاء المسيح على خطايا البشر طالبًا التوبة، والثالثة تشجيع على العيش وفق الوصايا الإلهية ونعمة الأسرار الكنسية. واختتم عظته مُهنئًا الحضور باسم الأساقفة والكهنة، مشددًا على قدسية الأسبوع التالي الذي ينتقل من الفرح إلى التأمل في آلام الصلب.

بين البهجة والحداد.. ‘الجناز العام’ يُعلن دخول أسبوع الآلام

بعد نهاية القداس، صلى البابا صلوات “الجناز العام” كعلامة انتقالية من فرح الشعانين إلى جوّ أسبوع الآلام، الذي تتحول فيه الكنائس إلى ألحان حزينة وستائر سوداء، استعدادًا لذكرى الصلب والقيامة. ويُعد هذا الأسبوع ذروة العام الليتورجي القبطي، حيث يتأمل المؤمنون في دروب المحبة والتضحية.

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

مشاركة واسعة.. أساقفة وكهنة وشعب يملؤون الكاتدرائية

شهد القداس مشاركة لفيف من الأساقفة المشرفين على قطاعات الإسكندرية الرعوية، إلى جانب القمص أبرآم إميل وكيل البطريركية، وعدد كبير من الكهنة والمصلين الذين اكتظت بهم الكاتدرائية. وحمل المؤمنون سعف النخيل المُزخرف برموز قبطية، مُجسدين التواصل بين التراث الديني والروحانية المعاصرة.

بين أوراق السعف المُرفرفة وترانيم “هوشعنا”، يبدأ الأقباط رحلةً روحية عميقة من الفرح إلى التأمل، ومن الاستقبال المُهيب إلى الصلبوت المُقدس. فهل تُثمر هذه الرحلة قلوبًا مُتجددة بالسلام، كما تُعلن رسائل “الشعانين”؟ الإجابة تكمن في صلوات أسبوعٍ يُعيد كتابة قصة الخلاص بلغة المحبة.

الأكثر قراءة:

تواصل معناتواصل معنافبراير 6, 2025فريق هوسة
من نحنمن نحنفبراير 3, 2025فريق هوسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة