وصفة سرية تهدد الاستقرار العالمي
لم تكن شوكولاتة دبي – التي تجمع بين كريمة الفستق، عجينة الكنافة المفتتة، وشوكولاتة الحليب – مجرد حلوى عابرة عند إطلاقها عام 2021، لكن تحولها إلى “المنتج الأكثر طلباً” عالمياً فاجأ حتى شركة “FIX” المُنتجة، بعد أن حوّلها مقطع تيك توك إلى ظاهرة تسويقية غير مسبوقة.
120 مليون مشاهدة تُغيّر قواعد اللعبة
في ديسمبر 2023، نشر مستخدم على تيك توك فيديو يُظهر تفاصيل صناعة الشوكولاتة بطريقة جذابة، ليتحول إلى “إعلان غير مباشر” يحصد أكثر من 120 مليون مشاهدة، ويُطلق موجة طلبات جنونية من المتاجر والمستهلكين، ما دفع عشرات العلامات إلى إنتاج نسخ مقلدة في محاولة لاستغلال الهوس.
الفستق الخضراء.. الضحية الأبرز للأزمة
أدى الطلب المتصاعد على الشوكولاتة ومنتجاتها المقلدة إلى استنزاف مخزون الفستق العالمي، حيث قفز سعر الرطل من 7.65 دولارات (قبل عام) إلى 10.30 دولارات حالياً، وفقاً لتقرير صحيفة فايننشال تايمز، الذي نقل تحذيرات جايلز هاكينغ (خبير تجارة المكسرات) من أن “العالم يعيش أسوأ أزمة فستق منذ عقود”.
هل تتحول الأزمة إلى كابوس دائم؟
رغم محاولات المزارعين زيادة الإنتاج، يُشير الخبراء إلى أن شجرة الفستق تحتاج إلى 7-10 سنوات لتُنتج محاصيل تجارية، ما يعني أن تأثير أزمة الطلب الحالية قد يمتد لسنوات، خاصة مع استمرار الإقبال على شوكولاتة دبي ومنتجات مشابهة.
من دبي إلى العالم.. دروس في قوة السوشيال ميديا
تعيد الأزمة العالمية الجديدة تسليط الضوء على قدرة منصات مثل تيك توك على تحويل منتج محلي إلى ظاهرة تسويقية تهدد استقرار سلاسل الإمداد، في وقت تحاول فيه الدول المنتجة للفستق (مثل إيران والولايات المتحدة) إيجاد حلول سريعة لاحتواء التداعيات.
تبدو أزمة الفستق الحالية بمثابة جرس إنذار للأسواق العالمية؛ ففي عصر الهيمنة الرقمية، لم تعد العواقب الاقتصادية مقتصرة على قرارات الشركات أو الحكومات، بل قد تبدأ بفيديو لا يتجاوز دقيقة واحدة على هاتف محمول!
اترك رد