عند إعلان الكاميرلينغو الكاردينال كيفن فاريل وفاة البابا فرانسيس اليوم الإثنين 21 نيسان 2025 في تمام الساعة 07:35 صباحًا، دخلت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مرحلة شغور الكرسي الرسولي (sede vacante) . وتنظم الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي أصدره يوحنا بولس الثاني يوم 22 شباط 1996، والمعدّل ببعض المراسيم مثل Normas nonnullas الصادرة بمرسوم موتو بروبريو لبنديكتوس الـ16 في 22 شباط 2013، كافة الإجراءات اللازمة لانتخاب خليفة للبابا المتوفى . خلال هذه المرحلة، يقتصر الحكم العادي للكنيسة على كلية الكرادلة مع تطبيق قيود صارمة على سلطاتهم، وتنعقد تجمعات كاردينالية عامة وخاصة تمهيدًا للمجمع الانتخابي (الكونكلاف) الذي يجتمع بعد خمسة عشر يومًا على أبعد تقدير من شغور الكرسي الرسولي، وفي مهلة لا تتجاوز عشرين يومًا .
الإعلان الرسمي عن شغور الكرسي الرسولي
أعلن الكاردينال كيفن فاريل، الكاميرلينغو بالإنابة، وفاة البابا فرانسيس صباح اليوم الإثنين الساعة 07:35 في مقرّه بكازا سانتا مارتا بالفاتيكان .
أعقب ذلك صدور نشرة رسمية باسم «سيد فانكيمينتي 2025» تضمّنت البيان الرسمي باللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، مع التأكيد على Commendatio animae pontificis لراحة نفس البابا الراحل .
إدارة شؤون الكنيسة خلال الفراغ البابوي
وفقًا للمادة 2 من Universi Dominici Gregis، تُسند إدارة الأعمال العادية التي لا تحتمل التأجيل وإعداد كل ما يلزم لانتخاب البابا الجديد إلى كلية الكرادلة وحدها، ويُمنع عنها كل ما يختص بسلطات البابا الحيّ أو يتعلق بنظم انتخابه .
تنصّ المادة 14 على أن رؤساء الديكاستريات في الكوريا الرومانية، بمن فيهم أمين سرّ الدولة الكاردينال والكردينالات رؤساء الديكاستريات، يتوقفون عن ممارسة مهامهم بمجرد شغور الكرسي الرسولي، ويُخوّل الكاميرلينغو وضع الأختام الرسمية على مساكن البابا الراحل وإبلاغ المعنيين .
في الفترة نفسها، تحتفظ بكامل سلطاتها المدنية على دولة المدينة الفاتيكانية كلية الكرادلة، مع حق إصدار المراسيم الضرورية والعاجلة فقط، تُصبح سارية المفعول بعد تصديق البابا الجديد عليها .
تُعقد “تجمعات عامة” يشترط حضور جميع الكرادلة غير المعزولين، و”تجمعات خاصة” تتولّى شؤون الانتخابات بصفةٍ تمهيدية، وفق ما تحدده المادة 7 من الدستور الرسولي المذكور .
التحضيرات للمجمع الانتخابي
تخوّل المادة 33 من Universi Dominici Gregis الانتخاب حصريًا للكرادلة الذين لم يتجاوزوا الثمانين من العمر، مع تحديد أقصى عدد للناخبين بمائة وعشرين كاردينالًا، ويُستبعد سائر رجال الدين والسلطات العلمانية من هذه العملية .
عدّل بند الانتظار قبل بدء مجمع الانتخابي إلى خمسة عشر يومًا كحدّ أدنى عبر مرسوم موتو بروبريو Normas nonnullas في 22 شباط 2013، ما يتيح للكرادلة المتفرّجين من الأيام الخمسة عشر الأولى التجمع في “المجمع الانتخابي” (الكونكلاف) رسميًا بعد انتهاء تلك المهلة .
يُغلق الباب أمام دخول أي أجهزة تقنية تسجّل أو تنقل الصوت أو الصورة أو الكتابة ضمن مقرّات الانتخابات، حمايةً لاستقلالية الكرادلة وحرّية قرارهم، مطبقًا المادة 61 من Universi Dominici Gregis .
يُجهّز الكاميرلينغو المكان المخصص للكونكلاف في كابيلّا سيستينا، حيث تُختم الأختام بموجب المادة 43 من الدستور الرسولي التي تُخصّص الحاضرة لأعمال المَلَكوت الانتخابي وحدها .
المجمع الانتخابي وإعلان النتائج
الكريمالية تُجري التصويت عبر اقتراع سري حصريًا، وهو الصيغة الوحيدة المقرّة من قبل البابا يوحنا بولس الثاني لضمان النزاهة والسرية .
يتعيّن حصول أي مرشّح على أغلبية ثلثي الأصوات من غالبية الحاضرين لصيحابه منصب البابوية، وفق المعيار الذي أُعيد تأكيده بقرار البابا يوحنا بولس الثاني ونشره لوصية انتهت بإعادة العمل بقاعدة الثلثين .
يكتسب الكاردينال المُنتخب كامل سلطاته خلال اللحظة التي يقبل فيها انتخابه رسمًا، حتى لو لم يكن أسقفًا سابقًا، فيُرتَّب رسامته الأسقفية الفورية عند الحاجة وفق المادة 332 من قانون القانون الكنسي .
حال انتخاب البابا الجديد، يرفع السر عن إجراءات الكونكلاف وتُعلن وفاة المرحلة الفراغية رسميًا، ويبدأ البابا الجديد مهامه بالبركة التقليدية “Urbi et Orbi”.
اترك رد