صوت السلام يُغادر العالم: رحيل البابا فرنسيس بعد مسيرة حافلة بالعطاء
غيّب الموت اليوم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عن عمر ناهز ٨٨ عامًا، بعد أن قضى ١٢ عامًا على رأس الكنيسة الكاثوليكية، مُخلّفًا وراءه إرثًا إنسانيًا استثنائيًا نال احترامًا عالميًا. وفي ردّ فعلٍ سريع، وجّه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة تعزيةٍ مؤثرةٍ للعالم أجمع، واصفًا الراحل بأنه “رجل خدم البشرية بقلبٍ مفتوحٍ للجميع”.
“قدوة في العطاء”: تواضروس الثاني يستذكر إنجازات فرنسيس الدولية
أكّد البابا تواضروس الثاني خلال اتصالٍ هاتفيٍّ مع قناة “إكسترا نيوز” أن السنوات الـ١٢ التي قضاها البابا فرنسيس في قيادة الكنيسة الكاثوليكية كانت مليئةً بالإنجازات غير المسبوقة، قائلًا: “لم يكن مجرد قائد ديني، بل تحوّل إلى صوتٍ للسلام في أصعب الأزمات العالمية، ودافع بلا كلل عن حقوق المظلومين والمُهمّشين”. وأضاف أن الراحل ترك “مثالًا يُحتذى به في التواضع والحكمة”، مُشيرًا إلى أن رسالته الإنسانية تجاوزت الحدود الجغرافية والدينية.
من مصر إلى روما: محطات تاريخية في علاقات الكنيستين
تطرّق قداسة البابا تواضروس إلى العلاقات المتميزة بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية، والتي اتسمت – وفق وصفه – بالاحترام المتبادل والثقة العميقة. واستذكر الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى مصر عام ٢٠١٧، والتي شملت لقاءً مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووصفها بأنها “خطوة مباركة عزّزت أواصر الأخوّة”. كما كشف عن زيارتَين قام بهما إلى الفاتيكان، الأولى عام ٢٠١٣ والثانية عام ٢٠٢٣ بمناسبة مرور نصف قرنٍ على انطلاق العلاقات الرسمية بين الكنيستين، مؤكدًا أن الحوار بينهما سيستمر كجسرٍ للتعاون الإنساني.
“وداعًا لخادم الإنسانية”: رسالة تعزية تُلخّص سنوات من العطاء
وجّه البابا تواضروس الثاني في ختام حديثه رسالةً إلى الكنيسة الكاثوليكية، قال فيها: “نعزي أبناء الكنيسة وشعوب العالم في فقدان قائدٍ ترك بصمةً لا تُنسى، فخدمته لم تكن مجرد مهامٍ دينية، بل كانت نابعةً من إيمانٍ عميق بكرامة الإنسان أينما كان”. وأكّد أن ذكرى البابا فرنسيس ستبقى حيةً كمصدر إلهامٍ لكل من يعمل من أجل السلام والعدالة.
اترك رد