المجاملة الإلكترونية تُكلّف الكوكب غاليًا: تحذير غير مسبوق من قيادة «أوبن إيه آي»
كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» المطوّرة لتطبيق «تشات جي بي تي»، عن مفارقة صادمة: العبارات المهذبة التي يستخدمها الملايين خلال تفاعلهم مع الذكاء الاصطناعي، مثل “من فضلك” أو “شكرًا لك”، تُكلّف الشركة خسائر مالية فادحة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويًا، بالإضافة إلى تأثيرات بيئية ملموسة. جاء ذلك ردًا على سؤالٍ مُوجهٍ إليه عبر منصة «إكس»، سلّط الضوء على جانبٍ خفيٍّ من تفاعلات البشر مع التكنولوجيا.
من «شكرًا» إلى فاتورة كهرباء ضخمة: كيف تتحول الكلمات إلى أرقام؟
أوضح ألتمان أن اللباقة الرقمية ليست مجرد إضافة لطيفة للتفاعل، بل تُشكّل عبئًا تقنيًا هائلًا. فعند إرسال عبارات مجاملة، يضطر النظام إلى تفسيرها ومعالجتها، ثم توليد ردودٍ قد تكون طويلةً ومعقدة، ما يستنزف طاقة حوسبية إضافية في مراكز البيانات المتطورة. وأضاف: “قد تبدو هذه العبارات بسيطة، لكنها تتطلب موارد غير ضرورية ترفع تكاليف التشغيل بشكلٍ كبير”.
«هدر عالمي»: الصلة الخفية بين الذكاء الاصطناعي وأزمة المناخ
وصف الرئيس التنفيذي الظاهرة بأنها “هدر عالمي” يساهم في تفاقم الأثر البيئي لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. فكل تفاعلٍ “مهذّب” مع «تشات جي بي تي» يستهلك كمياتٍ كبيرة من الكهرباء، مما يزيد من انبعاثات الكربون الناتجة عن تشغيل الخوادم العملاقة. وتُقدّر الخسائر المباشرة لتلك الممارسات – بحسب إفادة ألتمان – بعشرات الملايين من الدولارات، والتي تُعتبر جزءًا من التحديات غير المتوقعة في قطاع التكنولوجيا الفائقة.
تفاعل المستخدمين: بين العادة الاجتماعية والمسؤولية البيئية
أثار كشف ألتمان نقاشًا واسعًا حول التوازن بين الحفاظ على الآداب الاجتماعية في التعامل مع التطبيقات الذكية، وضرورة ترشيد الاستهلاك الرقمي لحماية البيئة. فيما يرى خبراء أن هذه الإفادة قد تُغيّر سلوكيات المستخدمين، خاصةً مع تنامي الوعي بالتأثيرات غير المباشرة للتقنيات الحديثة على موارد الكوكب المحدودة.
اترك رد