التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025، بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض، في لقاءٍ سلّط الضوء على الخلافات الجوهرية بين الطرفين حول مستقبل قطاع غزة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية. وجاء اللقاء بعد أيام من اقتراح ترامب المثير للجدل بنقل سكان غزة إلى دول عربية مجاورة، وإخضاع القطاع للسيطرة الأمريكية.
أبرز تصريحات ترامب
- السيطرة على غزة:
أكد ترامب مجددًا أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة بعد الحرب، ووصفه بأنه “موقع هدم” يحتاج إلى إعادة إعمار كـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن السيطرة ستكون “تحت السلطة الأمريكية” دون الحاجة إلى قوات عسكرية أو إنفاق أموال.
- “سنمتلكها، سنحتفظ بها، وسنطورها إلى أجمل منطقة في العالم”.
- نقل السكان:
أصرّ على ضرورة نقل سكان غزة البالغ عددهم نحو 1.9 مليون فلسطيني إلى دول مثل الأردن ومصر، معتبرًا أن ذلك سيكون “مؤقتًا” لتنفيذ خطط إعادة الإعمار.
- “سيعيشون في أماكن آمنة، وسنوفر لهم وظائف ومساكن لا محدودة”.
- التهديد بقطع المساعدات:
لم يستبعد استخدام الضغوط المالية لإجبار الدول العربية على القبول بخطته، قائلًا: “نحن نقدم مساعدات كثيرة للأردن ومصر… لكنني لست مضطرًا لاستخدام التهديدات”. - التهديد بإنهاء الهدنة:
حذّر من أن إسرائيل ستلغي اتفاقية الهدنة مع حماس إذا لم تُطلق سراح جميع الرهائن بحلول السبت المقبل، قائلًا: “إذا لم يحدث ذلك، فليُطلق الجحيم”.
موقف الملك عبدالله الثاني
- رفض التهجير:
شدد الملك على رفض الأردن أي مخطط لتهجير الفلسطينيين، ووصف ذلك بأنه “تهديد وجودي” للأمن القومي الأردني، مؤكدًا أن الحل يكمن في “إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل”.
- “لا للتهجير، ولا لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن”.
- المساعدات الإنسانية:
أعلن عن استعداد الأردن لاستقبال 2000 طفل فلسطيني من غزة يحتاجون إلى علاج طبي عاجل، كجزء من الجهود الإنسانية، لكنه ربط ذلك بضرورة تحسين الأوضاع في القطاع نفسه . - الدور الأمريكي في السلام:
أشاد بدور ترامب في تحقيق الهدنة الأخيرة بغزة، لكنه دعا إلى “قيادة أمريكية فاعلة” لتحقيق سلام عادل يستند إلى حل الدولتين، معربًا عن أمله في تعاون عربي دولي لطرح بديل عن مخطط ترامب. - انتظروا خطة مصر
طلب العاهل الأردني انتظار الخطة التي تضعها مصر والسعودية خلال لقاءه مع الرئيس الأمريكي، مشددًا على أن الدول العربية تعمل على صياغة البديل لخطة التهجير.
ردود الفعل الدولية على خطة التهجير
يذكر أن مقترحات ترامب بنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن لاقت ردود فعل دولية رافضة واسعة، وهي كالتالي:
- الأمم المتحدة: حذّرت من أن أي نقل قسري للسكان يُعتبر “تطهيرًا عرقيًا” وينتهك القانون الدولي.
- مصر والسعودية: أعلنتا رفضهما القاطع لاستضافة لاجئين فلسطينيين، مؤكدتين دعمهما لحل الدولتين.
- الاتحاد الأوروبي: دعا إلى “وقف أي محاولات لفرض حلول أحادية الجانب”، مع التركيز على إعادة الإعمار دون تهجير.
- إسرائيل: أيدت الحكومة الإسرائيلية اقتراح ترامب، واصفة إياه بـ”المبادرة الجريئة”، بينما وصفه رئيس الوزراء نتنياهو بأنه “رائع ويجب دراسته”.
الخلافات الخفية والتداعيات المحتملة
- المأزق الأردني: يواجه الملك عبدالله ضغوطًا بين الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن (التي تقدم للأردن 1.5 مليار دولار سنويًا) ورفض خطط التهجير التي تهدد استقرار المملكة، حيث يشكل الفلسطينيون نحو نصف سكانها.
- المخاوف الأمنية: تحذيرات من أن نقل اللاجئين قد يُفاقم الصراعات الداخلية في الدول المضيفة، وينقل الأزمة من صراع إسرائيلي-فلسطيني إلى صراعات عربية-عربية.
اتساع الفجوة بين أمريكا والدول العربية
يُظهر هذا اللقاء اتساع الفجوة بين الرؤية الأمريكية المثيرة للجدل والمواقف العربية والدولية الرافضة للتهجير، مما يضع المنطقة على مفترق طرق خطير. بينما يبدو ترامب مصممًا على المضي قدمًا في خطته، يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة قبل انفجارها.
اترك رد