في تحرك برلماني جديد تقدمت النائبة مي رشدي بمقترح رسمي إلى رئيس مجلس النواب، المستشار حنفي جبالي، مطالبةً بتوجيه طلب إلى الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، لإصدار قرار وزاري فوري يقضي بحظر تداول منتج “الإندومي” في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية، وذلك لما يشكله من تهديد حقيقي للصحة العامة.
تحذيرات متصاعدة من البرلمان: “الإندومي” خطر صامت يتربص بصحة المصريين
وأوضحت النائبة في مذكرتها الإيضاحية أن هذه الوجبة السريعة التحضير، المصحوبة بتوابلها الحارة، تحظى بشعبية واسعة بين الأطفال والبالغين في مصر، وتعتبر خيارًا سهلًا وسريعًا للعديد من الأسر، خاصةً مع سعرها المنخفض الذي لا يتجاوز الخمسة جنيهات.
وجبة رخيصة.. ثمن باهظ: وفيات وإصابات تسمم تهز الأسر المصرية بسبب “الإندومي”
لكن، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة التي يطلقها الأطباء في مصر بشأن مخاطر استهلاك “الإندومي”، إلا أن انتشاره ما زال واسعًا داخل المنازل. والأمر الأكثر خطورة، بحسب النائبة، هو التواجد المكثف لعربات بيع “الإندومي” أمام المدارس وفي الميادين والشوارع، دون أي تدخل من الجهات المسؤولة للحد من هذا الانتشار.
مكونات قاتلة وتجاهل رسمي: لماذا تصر مصر على السماح بـ”الإندومي”؟
وأشارت النائبة إلى سلسلة من الحوادث المأساوية التي شهدتها مصر مؤخرًا، حيث أفاد ذوو الضحايا بأن الوفاة كانت نتيجة لتناول “الإندومي”. ومن بين هذه الحالات المؤلمة، وفاة الطفلة “كاترين.ا” البالغة من العمر 15 عامًا في قرية صدفا بمحافظة أسيوط، والطالبة رحمة يوسف البالغة من العمر 14 عامًا بعد تناولها وجبة “إندومي”. كما لقيت الطفلة “ندي .ش” البالغة من العمر 13 عامًا مصرعها نتيجة تسمم غذائي عقب تناولها وجبة يُعتقد أنها كانت مسممة، وذلك بعد وصولها إلى مستشفى أبشواي المركزي.
وفي سياق مماثل، شهد مركز إدفو بمحافظة أسوان وفاة طفلتين شقيقتين بعد تناولهما “الإندومي”. كما أُصيبت ثلاث طالبات بتسمم غذائي في إحدى المدارس الثانوية التابعة لإدارة أشمون التعليمية بمحافظة المنوفية، حيث تبين بعد الفحص أنهن تناولن وجبة “إندومي”. وتجدر الإشارة إلى أنه في شهر أبريل من عام 2022، أصدرت الهيئة القومية لسلامة الغذاء قرارًا بسحب منتجات “الإندومي” من الأسواق بسبب وجود أضرار صحية بالغة الخطورة في أكياسها، كما أصدرت قرارًا بمنع تداول ثلاثة أنواع محددة من منتجات “الإندومي”، إلا أنه على أرض الواقع، ما زالت هذه المنتجات تُباع وتُستهلك على نطاق واسع.
وشددت عضو مجلس النواب على أن “الإندومي” يحتوي على مادة جلوتيمات أحادي الصوديوم ومكسبات نكهة تشكل خطورة كبيرة على الصحة، وقد تؤدي إلى ضمور في الأعصاب، بل وحتى الوفاة في حال الإفراط في تناولها لسنوات طويلة. وأشارت إلى أن هناك بالفعل قرارات بحظر ومنع تداول منتج “الإندومي” في العديد من دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية مثل الإمارات. بالإضافة إلى ذلك، قامت كل من ماليزيا وتايوان بحظر هذا المنتج بعد اكتشاف مادة يُحتمل أن تكون مسرطنة في علامة “إندومي” التجارية الشهيرة للمكرونة سريعة التحضير.
وفي ختام مقترحها، طالبت عضو مجلس النواب بسرعة التحرك واتخاذ إجراءات حاسمة إزاء استمرار تناول الأطفال المصريين لهذا المنتج، في ظل ما يمثله من خطر جسيم على صحتهم بناءً على ما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة، مؤكدةً على ضرورة منع تداول هذا المنتج بشكل كامل في مصر لحماية الأجيال القادمة.
اترك رد