في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات بين البلدين، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الرئاسة الجيبوتي بالرئيس إسماعيل عمر جيله. وشهدت الزيارة مراسم استقبال رسمية، وجلسات مباحثات ثنائية وموسعة، ومأدبة غداء أقامها الرئيس الجيبوتي تكريمًا للرئيس السيسي.
استقبال رسمي واتفاقات تاريخية: السيسي وجيله يضعان أسس شراكة استراتيجية بين مصر وجيبوتي
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وعقدا مؤتمرًا صحفيًا استعرضا خلاله أهم ما تناولته المباحثات.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أعرب الرئيس السيسي عن سعادته بزيارته الثانية إلى جيبوتي، مؤكدًا على العلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين. كما هنأ جيبوتي بفوز السيد محمود علي يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.
القرن الإفريقي والبحر الأحمر: السيسي وجيله يؤكدان على ضرورة الاستقرار ومكافحة التهديدات الأمنية
وشهدت المباحثات التركيز على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات ذات الأولوية للبلدين، وخاصة في مجال أمن الطاقة. حيث اتفق الرئيسان على إطلاق برنامج مشترك لتأهيل شبكة الكهرباء في جيبوتي، وتنفيذ مشاريع للطاقة الشمسية والرياح. وأكد الرئيس السيسي على التزام مصر بنقل خبراتها في هذا المجال إلى جيبوتي.
كما تم الاتفاق على تشجيع الاستثمارات بين البلدين، وخاصة في مجال الموانئ والمناطق الحرة. وتمت مناقشة تنفيذ مشاريع مشتركة بين القطاعين العام والخاص، مثل إقامة مركز لوجستي للشركات المصرية في المنطقة الحرة في جيبوتي، وتوسيع ميناء الحاويات في دوراله.
ولتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، تم الإعلان عن تأسيس مجلس الأعمال المصري الجيبوتي المشترك، والاتفاق على تدشين مقر بنك مصر في جيبوتي. كما تم الاتفاق على مراجعة الأطر التعاهدية المتعلقة بتنمية وحماية الاستثمارات.
وشملت المباحثات أيضًا التعاون في مجالات بناء القدرات، والصحة والدواء، والتعليم العالي، والشباب والرياضة، والإعلام. وتم توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في هذه المجالات.
وعلى الصعيد الإقليمي، تباحث الرئيسان حول الأوضاع في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وأكدا على ضرورة دعم الاستقرار في الصومال والسودان، ورفض أي محاولات لتهديد الأمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر. كما تم التأكيد على ضرورة التوصل إلى تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، استنادًا إلى حل الدولتين، ورفض تهجير الفلسطينيين.
اترك رد