أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات جديدة الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور البيت الأبيض، وتضمنت الحديث عن نقل سكان غزة إلى بعض الدول بينها مصر والأردن رغم رفض البلدين المعلن سابقًا على لسان وزارة الخارجية الأردنية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إعادة توطين سكان غزة في دول مثل مصر أو الأردن أو غيرها، وإقامة مناطق سكنية جديدة، يمكن تلخيص الموقف كما يلي:
1. تفاصيل اقتراح ترامب
- اقترح ترامب نقل ما بين 1.7 إلى 1.8 مليون فلسطيني من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، أو إلى “قطعة أرض جديدة وجميلة” تُموَّل من دول غنية في المنطقة .
- وصف غزة بأنها “موقع دمار كامل”، ورأى أن البقاء فيها يعني “الموت المحتم”، معتبرًا أن إعادة التوطين في مناطق متعددة (4-6 مواقع) ستكون الحل الأمثل .
- أشار إلى أن التمويل سيأتي من “مانحين أثرياء” في المنطقة، مع إمكانية مساهمة أمريكية محدودة .
2. الردود العربية والدولية
- مصر والأردن: رفضتا بشكل قاطع استقبال سكان غزة، مؤكدين أن حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون على أرض فلسطين. مصر صرحت بأن “سيناء ليست بديلًا لغزة”، بينما أكد الأردن أن “فلسطين للفلسطينيين” .
- الفصائل الفلسطينية: رفضت حماس والسلطة الفلسطينية أي مخطط للتهجير، معتبرة إياه “تصفية للقضية الفلسطينية” وتكرارًا لـ”نكبة 1948″ .
- الدول العربية الأخرى: عبرت دول مثل السعودية وقطر عن رفضها لأي خطط تهجير، ودعت إلى إشراك الفلسطينيين في إعادة إعمار غزة .
3. الدعم الإسرائيلي والانتقادات الدولية
- اليمين الإسرائيلي: أيد وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش الفكرة، واصفينها بـ”الرائعة”، ورأوا فيها فرصة لـ”تحقيق السلام عبر تقليل الوجود الفلسطيني” .
- انتقادات حقوقية: وُصفت التصريحات بأنها “عنصرية” وتتعارض مع القانون الدولي، خاصةً في ظل رفض الفلسطينيين المغادرة وتأكيدهم على حق العودة .
4. التحديات العملية والسياسية
- الرفض الشعبي: أظهر سكان غزة تمسكًا بأرضهم رغم الدمار، حيث عاد آلاف النازحين إلى مناطقهم المدمرة مشيًا على الأقدام .
- الضغوط الأمريكية: ألمح ترامب إلى استخدام المساعدات الاقتصادية كوسيلة ضغط على مصر والأردن، لكنهما أصرّا على موقفهما .
- المخاوف الجيوسياسية: يُنظر إلى الاقتراح كخطوة لتغيير الواقع الديموغرافي لصالح إسرائيل، مما قد يزيد من عدم الاستقرار الإقليمي .
5. السيناريوهات المحتملة
- فرض حل أحادي الجانب: قد تحاول إسرائيل والولايات المتحدة تنفيذ الخطة عبر ضغوط مكثفة، لكن ذلك سيُواجه مقاومة عربية ودولية .
- إعادة الإعمار المحلي: تؤكد الدول العربية على ضرورة إعادة إعمار غزة بمشاركة سكانها، بدلًا من التهجير، مع دعم المجتمع الدولي .
- استمرار الصراع: في حال فشل الخطط، قد تتجدد المواجهات العسكرية، خاصةً مع تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة .
الخلاصة
رغم تصوير ترامب للخطة كـ”حل إنساني”، فإنها تواجه عقبات جذرية تتمثل في الرفض العربي والفلسطيني القاطع، والمخاوف من تداعياتها على الحقوق الوطنية والاستقرار الإقليمي. يُعتبر الموقف المصري والأردني حاسمًا في إفشال هذه المخططات، خاصةً مع تأكيدهما على حل الدولتين كمسار وحيد للسلام .
اترك رد