في خطوة لافتة تزامنًا مع استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ (2025م)، أعلنت المملكة العربية السعودية عن حظر نقل أو بث صلاة التراويح عبر كافة وسائل الإعلام، بما في ذلك القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا القرار جاء ضمن حزمة توجيهات أطلقتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتهيئة المساجد وتوفير أجواء روحانية ملائمة للعبادة خلال الشهر الفضيل .
أبرز ملامح القرار وأهدافه
- الحفاظ على قدسية الصلاة وعدم تشويش المصلين:
أكدت الوزارة أن المنع يهدف إلى ضمان أجواء الخشوع داخل المساجد، ومنع أي عوامل تشتيت قد تنشأ عن استخدام الكاميرات أو الهواتف المحمولة لتصوير الإمام والمصلين أثناء الصلاة. كما حُظر تمامًا إنشاء بث مباشر أو تسجيلات للصلوات عبر المنصات الإعلامية . - تنظيم مواعيد الأذان والإقامة:
شملت التوجيهات التأكيد على الالتزام بمواقيت الأذان وفقًا لتقويم أم القرى، مع تحديد فترة زمنية محددة بين الأذان والإقامة في صلاتي العشاء والفجر (15 دقيقة) لتيسير أداء الصلاة على المصلين . - ضوابط صلاة التراويح والتهجد:
طالبت الوزارة الأئمة بمراعاة أحوال المصلين وعدم إطالة مدة الصلاة بشكل مرهق، خاصة في صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان، والتي يجب أن تنتهي قبل أذان الفجر بوقت كافٍ لتمكين المصلين من الاستعداد للسحور .
إجراءات مصاحبة لتعزيز النظام في المساجد
- منع جمع التبرعات داخل المساجد:
حظرت الوزارة جمع التبرعات النقدية لأي غرض، بما في ذلك مشاريع إفطار الصائمين، ووجهت بنقل هذه الأنشطة إلى ساحات المساجد مع منع إقامة خيام أو غرف مؤقتة . - محاربة التسول وتوجيه الصدقات:
دُعي الأئمة إلى توعية المصلين بمخاطر التسول، وتشجيعهم على تقديم الصدقات عبر المنصات الرسمية الموثوقة لضمان وصولها لمستحقيها . - تحسين خدمات مصليات النساء:
شددت التوجيهات على ضرورة تهيئة مصليات النساء وتوفير بيئة نظيفة وآمنة لهن، مع الاهتمام بصيانة المرافق العامة في المساجد .
ردود الفعل والشائعات المُثارة
أثار القرار تساؤلات حول ما إذا كان يشمل الحرمين المكي والمدني، لكن الوزارة نفت ذلك، مؤكدة أن التوجيهات تستهدف المساجد العامة في جميع مناطق المملكة، بينما تبقى الصلوات في الحرمين تُبث كما هو معتاد .
لماذا يُعتبر هذا القرار مهمًا؟
- تعزيز القيم الروحانية:
يسهم المنع في تركيز المصلين على العبادة دون تشتيت، مما يعكس رؤية السعودية للحفاظ على الهوية الدينية الأصيلة . - تنظيم الأنشطة الدينية:
تُظهر التوجيهات حرص المملكة على تطبيق أنظمة واضحة تضمن انتظام العمل في المساجد، مثل التزام الأئمة والمؤذنين بالحضور وعدم التغيب إلا للضرورة . - مواكبة التطور التقني بوعي:
رغم منع البث الإعلامي، تشجع الوزارة على استخدام المنصات الرقمية للتوعية الدينية، مثل بث الدروس الشرعية المتعلقة بفضائل رمضان عبر القنوات الرسمية .
قرار منع بث صلاة التراويح عبر الإعلام ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل خطوة استراتيجية تعكس عمق الرؤية السعودية في الحفاظ على قدسية المساجد كمراكز للعبادة الخالصة. بتوجيهاتها المتكاملة، تؤكد المملكة مجددًا على دورها الريادي في خدمة الحرمين الشريفين وتنظيم الشعائر بما يتوافق مع تعاليم الإسلام.
اترك رد