هوسة

رمضان في القرآن والسنة.. أكثر من مجرد صيام!

شهر رمضان ليس فقط شهر الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو محطة روحية تُعيد صياغة العلاقة بين العبد وربه. وقد حدد القرآن الكريم والسنة النبوية ملامح الاستعداد الأمثل لهذا الشهر، بدءًا من تهيئة النفس وحتى تعظيم الأجر. فماذا قال الوحيان عن استقباله؟

القرآن يحدد الهدف: «لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»

أكد القرآن أن الغاية العظمى من الصيام هي تحقيق التقوى، كما في قوله تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183).
وهذا يعني أن الاستعداد لرمضان يبدأ بفهم حكمته، وليس كعبادة روتينية. كما ذكر الله فضل الشهر في آية أخرى:
«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ» (البقرة: 185)، ما يدفع المسلم لتخصيص وقت أكبر لتلاوة القرآن خلاله.

السنة النبوية: خطوات عملية لاستقبال الشهر

وضَّح النبي صلى الله عليه وسلم كيفية تهيئة النفس عبر أفعال محددة، منها:

1. الدعاء قبل دخول الشهر:
   كان النبي يدعو: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان» (رواه الطبراني).
2. التوبة والإكثار من الصيام في شعبان:
   كما في حديث عائشة رضي الله عنها: «لم يكن النبي يصوم شهرًا أكثر من شعبان» (رواه البخاري).
3. تجهيز النفقة للفقراء:
   حثَّ النبي على زيادة الصدقة في رمضان، وخصوصًا إفطار الصائم، لقوله: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» (رواه الترمذي).

الاستعداد المعاصر: كيف ندمج وصايا القرآن والسنة اليوم؟

بحسب دار الإفتاء المصرية، فإن تهيئة النفس تشمل:

• التدريب على الطاعات: مثل قيام الليل وقراءة القرآن قبل رمضان.
• ضبط استخدام التكنولوجيا: بتقليل وقت السوشيال ميديا لصالح العبادة.
• وضع خطة واقعية: كتحديد أهداف يومية (ختم قرآن، صدقات، صلاة التراويح).

رمضان فرصة ذهبية.. فلا تُضيِّعها!

الاستعداد لرمضان ليس إجراءً شكليًّا، بل هو استجابة لنداء القرآن والسنة. كما يقول النبي: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (رواه البخاري). فاجعل استعدادك لهذا الشهر بِقلبٍ حاضر، وهمّة عالية، لتخرج منه برصيدٍ من التقوى.