جاءت مسلسلات رمضان ٢٠٢٥ لتعيد إحياء قضية الاتجار غير المشروع بالآثار عبر أعمال درامية تجمع بين التشويق الاجتماعي والوطني، مسلطةً الضوء على الجوانب القانونية والأخلاقية لهذه التجارة المثيرة للجدل. ومن أبرز الأعمال التي ناقشت القضية: “حكيم باشا”، “النص”، و“إخواتي”، كلٌ من زاوية مختلفة.
١. مسلسل “حكيم باشا”: الصراع الصعيدي على تركة الآثار
يقدم العمل قصة عائلة صعيدية تتصارع على ثروة مبنية على تجارة الآثار، حيث يؤدي الفنان مصطفى شعبان دور “حكيم باشا” الذي يواجه صراعات مع أشقائه وأبناء عمومته حول تقسيم الإرث غير المشروع، المسلسل يمزج بين الكوميديا السوداء والدراما الصعيدية، مع تركيز خاص على شخصية الشر التي يؤديها منذر رياحنة، والتي تُظهر صراعًا داميًا للسيطرة على سوق الآثار.

٢. مسلسل “النص”: الآثار بين الاحتلال والهوية الوطنية
في إطار تاريخي تشويقي، يتناول المسلسل قصة الصاغ علوي (صدقي صخر) الذي يتعاون مع عصابة “النص” (أحمد أمين) لحماية مقبرة أثرية في الأقصر من سرقة الاحتلال الإنجليزي، العمل يعكس صراعًا وطنيًا لحفظ التراث، مع استخدام المهارات الشخصية لأهداف وطنية، مما يضيف طابعًا فكاهيًا ودراميًا في آن واحد.

٣. مسلسل “إخواتي”: الجريمة العائلية وانكشاف تجارة الآثار
في سياق درامي مشوق، يروي المسلسل قصة أربع شقيقات يُصعَدن إلى الواجهة بعد مقتل زوج إحداهن، لتبدأ رحلة بحثهن عن الحقيقة وراء الجريمة. خلال التحقيقات، تتكشف خيوط تورط شخصيات نافذة في التنقيب غير المشروع عن الآثار وبيعها عبر شبكات سرية.

أثارت الأحداث جدلًا واسعًا حول شرعية تجارة الآثار، خاصةً مع إصدار دار الإفتاء المصرية بيانًا رسميًا أكدت فيه أن “بيع الآثار دون ترخيص قانوني يُعد مخالفة شرعية وجريمة تُهدد التراث الوطني”، المسلسل يسلط الضوء على المخاطر الأخلاقية والقانونية لهذه التجارة، مُستخدمًا الدراما العائلية كوسيلة لكشف الصراع بين المصلحة الشخصية والحفاظ على الهوية.
الخلاصة: بين الواقع والدراما
استطاعت مسلسلات رمضان ٢٠٢٥ أن تدمج قضية الآثار في قالب درامي جذاب، مع إبراز أبعادها الاجتماعية والوطنية:
- “حكيم باشا”: ركز على الصراع الصعيدي والثروات غير المشروعة.
- “النص”: ربط بين الحفاظ على التراث والكفاح ضد الاحتلال.
- “إخواتي”: كشف عن تجارة الآثار عبر قصة جريمة عائلية، مع تأكيد المرجعية الشرعية.
هذه الأعمال تعكس اهتمام الدراما المصرية بتسليط الضوء على القضايا المعاصرة، باستخدام الإثارة والتشويق لجذب الجمهور وزيادة الوعي بمخاطر الاتجار غير المشروع بالآثار.
اترك رد