قرارات جمركية صاعقة تبدأ منتصف الليل
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عن حزمة إجراءات تجارية صارمة تشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات المُصنعة خارج الولايات المتحدة، بدءًا من منتصف ليل الخميس بتوقيت شرق البلاد. وجاء الإعلان خلال خطاب أطلق عليه اسم “يوم التحرير الاقتصادي”، زاعمًا أن هذه الخطوات تهدف إلى إصلاح “اختلالات فادحة” أضرت بالصناعة الأمريكية وهددت الأمن القومي.
10% على معظم الواردات.. واستثناءات محدودة
توسع الإجراءات لفرض رسوم أساسية بنسبة 10% على جميع السلع الواردة إلى الولايات المتحدة، باستثناء تلك الخاضعة لاتفاقية “USMCA” مع كندا والمكسيك. بينما ستواجه نحو 60 دولة – وصفها مسؤولون أمريكيون بـ”المنتهكين الأكبر” – رسومًا جمركية مضاعفة تعادل نصف ما تفرضه تلك الدول على المنتجات الأمريكية. ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في 9 أبريل، مع استمرار التفاوض المفتوح حسب تصريحات البيت الأبيض.
ترامب: “استعادة الاستقلال الاقتصادي”
وصف ترامب القرارات بأنها “إعلان استقلال اقتصادي”، مؤكدًا أن العائدات المالية من الرسوم ستُستخدم لخفض الضرائب وسداد الديون الوطنية. وأضاف: “حان وقت ازدهار أمريكا بعد سنوات من استغلال الدول الأخرى”، معتبرًا أن زيادة التصنيع المحلي ستُخفض الأسعار وتُعزز المنافسة. كما هاجم سياسات دول مثل كندا التي تفرض رسومًا على منتجات الألبان الأمريكية، واصفًا إياها بـ”غير العادلة”.
تحذيرات من تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي
رغم الادعاءات الأمريكية بتحفيز الصناعة المحلية، يحذر خبراء اقتصاديون من أن هذه الإجراءات قد تُشعل حربًا تجارية عالمية، خاصة مع فرض رسوم متبادلة من الدول المتضررة. كما يُتوقع أن تؤدي الزيادة في تكاليف الواردات إلى ارتفاع أسعار السلع للمستهلك الأمريكي، في وقت يعاني الاقتصاد من تحديات التضخم.
هل تُعيد الولايات المتحدة رسم خريطة التحالفات التجارية؟
تُظهر الإجراءات الجديدة تحولًا جذريًا في السياسة التجارية الأمريكية، مع تركيز واضح على الحماية الاقتصادية. وفي حين أشاد ترامب بالقرارات كـ”دفاع عن العامل الأمريكي”، يرى مراقبون أنها قد تُعمق الانقسامات مع الحلفاء التقليديين، وتفتح الباب أمام موجة من الإجراءات الانتقامية التي تعصف بأسس النظام التجاري الدولي.
اترك رد