زلزال في أسواق الطاقة: النفط يهوي إلى قاع 2021 بفعل “ضربة الصين الجمركية”
شهدت أسواق النفط العالمية يوم الجمعة أحد أشرس أيام التداولات منذ ذروة جائحة كورونا، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 8% متأثرةً برد الصين القاسي على الرسوم الجمركية الأميركية. أعلنت بكين فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على السلع الأميركية اعتباراً من 10 أبريل، رداً على إجراءات الرئيس السابق دونالد ترامب التي رفعت الحواجز التجارية إلى أعلى مستوياتها منذ قرن.
من واشنطن إلى بكين.. كيف تحولت الحرب التجارية إلى كابوس للنفط؟
أغلقت عقود خام برنت عند 64.62 دولاراً للبرميل (انخفاض 5.72 دولار)، بينما تراجعت عقود غرب تكساس الوسيط إلى 61.05 دولاراً (خسارة 5.90 دولار)، مسجلةً أكبر تراجع أسبوعي منذ عامين. وحذر أولي هانسن، خبير السلع في بنك ساكسو، من أن التصعيد بين العملاقين الاقتصاديين يؤكد دخول العالم في “حرب تجارية بلا فائز”، تُهدد النمو العالمي وتقوض الطلب على النفط.
مفاجأة “أوبك+” تزيد الأزمة تعقيداً: إنتاج إضافي يُغرق السوق
ساهمت قرارات تحالف “أوبك+” في تفاقم الهبوط الحاد، حيث أعلن التحالف تسريع خططه لزيادة الإنتاج إلى 411 ألف برميل يومياً في مايو، بدلاً من 135 ألف برميل المخطط لها سابقاً. هذه الخطوة، التي تأتي في توقيت حرج، تُنذر بفائض عرض قد يطيل أمد انهيار الأسعار، خاصة مع تباطؤ الطلب بسبب التوترات الجمركية.
خبير طاقة: “السيناريو الأسوأ لم يبدأ بعد”
وصف هانسن الوضع الحالي بأنه “مزيج متفجر” من العوامل السياسية والاقتصادية، مشيراً إلى أن الأسواق قد تستهين بتداعيات الحرب التجارية على سلاسل التوريد العالمية. وأضاف: “لا يُتوقع انتعاش سريع للنفط.. الدولار الضعيف وقرارات الفدرالي ستلعب دوراً محورياً في تحديد اتجاهات الأسابيع المقبلة”.
هل تشهد الأسواد تكرار كابوس 2020؟
رغم أن الانخفاض الحالي أقل حدة من أزمة كورونا (عندما وصل البرميل إلى مستويات سلبية)، إلا أن المشهد يظل مقلقاً للمنتجين والمستثمرين. مع تصاعد المخاوف من ركود عالمي، تُشير التوقعات إلى استمرار التقلبات الحادة في ظل غياب حلول دبلوماسية لقفزات الرسوم الجمركية المتبادلة.
اترك رد