مدبولي: العالم يواجه «حربًا اقتصادية عالمية» ومصر تتحرك بخطة شاملة للصمود والنجاة

مصطفى مدبولي

مصر وسط العاصفة: مواجهة مباشرة لحرب اقتصادية عالمية

وصف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأوضاع الاقتصادية الراهنة بأنها حرب عالمية شاملة، ليست عسكرية لكنها اقتصادية وتجارية بكل المقاييس. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده مساء اليوم، في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء، حيث استعرض تداعيات التوترات العالمية المتصاعدة على الاقتصاد المحلي والدولي.

قرارات أمريكية وتداعيات عالمية

مدبولي أشار إلى أن التحركات الاقتصادية الأخيرة من جانب الإدارة الأمريكية تسببت في اضطرابات كبيرة داخل أسواق المال العالمية، مما دفع العديد من الدول لإعادة النظر في سياساتها لمواكبة هذه المتغيرات. وأكد أن المفاهيم الاقتصادية التي ظلت راسخة لعقود، يتم الآن استبدالها بآليات جديدة هدفها تعظيم المكاسب وتفكيك التحالفات التقليدية لصالح علاقات ثنائية ومباشرة.

تحذيرات من التضخم والركود

لم يغفل رئيس الوزراء الإشارة إلى تحذيرات المؤسسات الدولية الكبرى، وفي مقدمتها البنك الدولي، من موجات تضخم جديدة مصحوبة بركود اقتصادي واسع النطاق. وفي هذا السياق، أوضح أن الدولة المصرية تدرك جيدًا حجم التحديات، وأنها وضعت أولوية قصوى للصمود والاستمرار رغم هذا المشهد المضطرب.

انسحاب الاستثمارات وتأثر الأسواق

في تقييمه للأسواق، تحدث مدبولي عن موجة خروج الأموال الساخنة من الأسواق العالمية، وهي الاستثمارات الأجنبية المرتبطة بالأذون والسندات، موضحًا أن مصر لم تكن بمعزل عن هذا السيناريو، حيث شهدت السوق المحلية خروجًا محدودًا خلال اليومين الماضيين، إلا أن البنك المركزي تدخل بسياسات نقدية متوازنة نجحت في امتصاص الصدمة.

الاقتصاد الوطني.. التحدي الأكبر

مدبولي شدد على أن الحكومة تضع نصب أعينها الحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني، واستمرار تحقيق معدلات نمو إيجابية، رغم ضغوط الخارج. وكشف عن تكليف مباشر للمجموعة الاقتصادية بإعداد سيناريوهات متعددة للتعامل مع هذه المرحلة، مع الأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات المحتملة.

نحو شراكات أوسع وتعميق التصنيع المحلي

ضمن الرؤية الحكومية، أكد رئيس الوزراء على أهمية تعميق العلاقات التجارية مع شركاء جدد، وضمان توفير السلع الأساسية والطاقة، مع الاستمرار في الإصلاحات الاقتصادية وتشجيع المنتج المحلي. كما أشار إلى نية الحكومة تقديم حوافز إضافية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بهدف دعم قطاعات الصناعة والاستثمار.

فرص داخل الأزمة

في مقابل التحديات، أشار مدبولي إلى أن بعض التقارير الدولية توقعت استفادة مصر من هذه الأوضاع، خاصة في ظل موقعها الجغرافي المتميز، وإمكاناتها في مجالات الصناعة والاستثمار، وهو ما يجعل الانخراط في تحالفات عالمية جديدة ضرورة حتمية في الفترة القادمة.

رسالة طمأنينة للمصريين

وفي ختام حديثه، بعث مدبولي برسالة طمأنينة إلى المواطن المصري، مؤكدًا أن الحكومة تتابع الوضع عن كثب، وتعمل على تأمين جميع الاحتياجات الأساسية، وفي مقدمتها الطاقة، استعدادًا لفصل الصيف. وأوضح أن اجتماعات منتظمة تُعقد مع الوزراء المعنيين ومحافظ البنك المركزي لضمان استقرار السوق وتوازن السياسات الاقتصادية.

الوضع الاقتصادي العالمي لا يترك مجالًا للارتجال. ومصر، وفقًا لرؤية رئيس وزرائها، تتحرك في مسار مدروس، تضع فيه مصالح المواطن أولًا، وتراهن على الصمود والتكيف وسط حرب اقتصادية عالمية لم تعد تفرق بين دولة وأخرى.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة