سجلت أسعار الذهب العالمية اليوم قفزة قوية، حيث اقتربت قيمة الأوقية في العقود الفورية من 3117 دولارًا، محققة صعودًا بنسبة 1.11% وبزيادة تقدر بحوالي 34 دولارًا. هذا الارتفاع جاء بعد فترة من التذبذب، ليعكس التحولات في الأوضاع الاقتصادية العالمية، التي كان لها تأثير مباشر على أسواق الذهب.
السبب الرئيسي وراء الارتفاع: تصريحات ترامب وتأجيل الرسوم الجمركية
بدأت أسعار الذهب في الصعود بشكل ملحوظ خلال جلسة التداول الأمريكية يوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل تطبيق رسوم جمركية رئيسية لمدة 90 يومًا، مع استثناء الصين من هذه الرسوم. هذا القرار أسهم في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما ساعد المعدن النفيس على تحقيق مكاسب ملحوظة.
الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية
في الوقت الذي تستمر فيه التوترات التجارية، يعتبر الذهب دائمًا أحد أبرز الخيارات التي يلجأ إليها المستثمرون لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق. ومع استمرار الغموض الاقتصادي والمخاوف من أن السياسات الجمركية للرئيس ترامب قد تؤدي إلى تضخم وتباطؤ في النمو الاقتصادي، يرتفع الطلب على المعدن الأصفر، الذي يعد ملاذًا آمنًا في مثل هذه الأوقات.
توقعات سعر الذهب في المستقبل
توقعات أسعار الذهب في المستقبل تظل موضوعًا مثيرًا للاهتمام في أسواق المال. وفقًا لتصريحات الرئيس الأمريكي، فإن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا سيتيح الفرصة لإجراء مفاوضات تجارية مع الدول المتأثرة. هذا يخلق نوعًا من عدم اليقين الاقتصادي، مما يدعم الاتجاه نحو الذهب. كما يتوقع بعض المحللين أن يرتفع سعر الذهب في السنوات القادمة، مع توقعات بأن يبلغ متوسط سعر الأوقية في عام 2025 حوالي 2736 دولارًا، بزيادة قدرها 14.7% عن العام الحالي.
مراقبة التضخم وتأثيراته على السوق
حالياً، يتابع المتداولون عن كثب تقرير التضخم في الولايات المتحدة، خاصة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، الذي من المتوقع أن يصدر في وقت لاحق اليوم. أي نتائج أفضل من المتوقع قد تساهم في رفع قيمة الدولار الأمريكي، مما يؤثر سلبًا على أسعار الذهب على المدى القريب.
توقعات المؤسسات المالية الكبرى
تتزايد التوقعات بشأن ارتفاع أسعار الذهب في المستقبل القريب. حيث رفع بنك HSBC توقعاته لسعر الذهب لعامي 2025 و2026 إلى 3015 دولارًا و2915 دولارًا للأونصة، مشيرًا إلى المخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على الأسواق العالمية. هذه التوقعات تأتي على خلفية الأوضاع الاقتصادية المضطربة وتزايد المخاوف من التضخم.
أسعار الذهب العالمية تواصل التأثر بالتحولات السياسية والاقتصادية الكبرى، وتعد الذهب خيارًا استثماريًا مفضلًا في أوقات الغموض وعدم اليقين. ومع ارتفاع أسعار الذهب في الأفق، تبقى الأسواق المحلية في مصر تحت تأثير هذه التحولات العالمية، ما يجعل المعدن النفيس مرشحًا لمزيد من المكاسب في المستقبل القريب.
اترك رد