علقَت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها “كلمة أخيرة” على قناة ON على الأزمة المُتفاقمة في غزة بعد إعلان الفصائل الفلسطينية تأجيل تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين، والتي كان مُقررًا تسليمها السبت المقبل ضمن اتفاق الهدنة. وأوضح بيان “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام أن التأجيل جاء نتيجة عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بشروط الاتفاق، ومنع دخول المساعدات الإغاثية، وتعطيل عودة النازحين إلى شمال القطاع، واستهدافهم بالقتل.
وردًّا على ذلك، خرجت تظاهرات لأهالي الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب، بينما هدَّد وزير الدفاع الإسرائيلي بـ”خرق الاتفاق” واستعداد الجيش لـ”كافة السيناريوهات”. وأشارت الحديدي إلى أن رد فعل الفصائل كان متوقعًا، خاصة مع استمرار التعطيل الإسرائيلي لدخول الخيام والمساعدات عبر معبر رفح، رغم مرور 5000 شاحنة إغاثة، مؤكدةً: “التصعيد لم يأتِ فقط بسبب انتهاكات الاحتلال، بل أيضًا كردٍّ على تصريحات ترامب الخطيرة التي تستبعد الفلسطينيين من أرضهم”.
ترامب يتعامل مع غزة “كعقار للبيع”.. والحلقة المفقودة: الوطن!
وجّهت الحديدي انتقادات لاذعة لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفةً إياها بـ”العبثية”، وقالت: “ترامب يتحدث عن شراء غزة وبيعها أو تأجير أجزاء منها لدول أخرى، وكأنه سمسار عقارات وليس رئيس دولة! أي نموذج اقتصادي هذا؟ سيشتريها من مَن؟ ويبيعها لِمَن؟”. وأضافت: “غزة ليست قطعة أرض، بل وطنٌ لشعب يُكافح من أجل البقاء”.
ولفتت إلى أن ترامب “لا يفهم معنى الوطن”، متهمةً إياه بتجاهل المسؤول الحقيقي عن تدمير غزة، وتركيزه فقط على تحقيق “المشروع العقاري المتخيَّل” الذي يخدم فكرة “الدولة الإسرائيلية الكبرى من البحر إلى النهر”. كما هاجمت تصريحاته الأخيرة على قناة فوكس نيوز، حيث نفى حق عودة الفلسطينيين، قائلةً: “هدف ترامب واضح: استعادة إسرائيل لأسراها، ثم استئناف الحرب لتهجير الفلسطينيين نهائيًا”.
المساعدات الأمريكية لمصر “ورقة ضغط”.. وهل يُعاد فتح اتفاق السلام؟
تناولت الحديدي أيضًا تهديدات ترامب بقطع المساعدات الأمريكية لمصر والأردن، مُشيرةً إلى أن هذه المساعدات “مربوطة باتفاق السلام”، وتساءلت: “لو نفتح اتفاق السلام ونشوف هل ما زال صالحًا للتطبيق؟”. وأكدت أن “الكارت الوحيد المتبقي بحماس هو أوراق الأسرى”، لكنها استنكرت التساؤل: “كيف تطلق سراحهم بينما التهديدات الإسرائيلية بالقتل والتهجير مستمرة؟”.
وختمت: “ترامب لا يريد السلام، بل يسعى لفرض رؤية أحادية تدعم الصهيونية، بينما المجتمع الدولي يُراقب دون تحرك جاد. الفلسطينيون لن يتراجعوا، والعرب اليوم أقوى من أي وقت مضى في مواجهة هذه المخططات”.
اترك رد