في مشهد مأساوي هز منطقة اللبيني بشارع السيسي في الهرم جنوب الجيزة، لقي شاب في العقد الثالث من عمره مصرعه طعنًا بسلاح أبيض. الجريمة البشعة وقعت أثناء محاولة الشاب الدفاع عن شقيقته التي تعرضت للمعاكسة من قبل أحد الأشخاص أثناء سيرهما معًا، وفقًا لما أفادت به أسرة الضحية وتحريات الأجهزة الأمنية.
من معاكسة إلى جريمة قتل: تطورات ليلة دامية في الهرم
تحولت الواقعة المؤسفة، التي جرت مساء الأحد، إلى مشاجرة دموية انتهت بطعنة قاتلة أودت بحياة الشاب بيشوي سمير. الضحية، الذي كان يستعد لدخول عش الزوجية خلال أسابيع قليلة، لقي حتفه دفاعًا عن شقيقته، كما أكد شهود عيان كانوا في موقع الحادث. عقب ارتكاب جريمته الشنعاء، لاذ الجاني بالفرار من مسرح الجريمة.
تضارب الروايات حول القبض على المتهم وتسليم نفسه
فيما يتعلق بتفاصيل القبض على المتهم، تضاربت الأنباء بين إفادات سكان المنطقة التي أشارت إلى توجه الجاني في اليوم التالي إلى قسم شرطة الهرم لتسليم نفسه، وروايات أخرى من ذوي الضحية التي ذكرت إلقاء القبض عليه بعد محاولته الهرب. وعلى الرغم من هذا التضارب، أكدت قوات الأمن تمكنها من ضبط المتهم الذي اعترف بارتكاب الواقعة، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك.
“فرحة العيد تحولت إلى مأتم”: شهادة مؤثرة لشقيقة الضحية
بكلمات يملؤها الحزن والأسى، روت “رشا. س”، شقيقة الضحية، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة شقيقها بيشوي. كان الشقيقان يسيران معًا في حي الهرم بعد شرائهما ملابس عيد القيامة. فرحة بيشوي بملابس رضيع ابن شقيقته “يوسف” تحطمت بلحظة طعنة غادرة أمام عيني شقيقتيه “رشا ودينا” وهو يدافع عنها ببسالة من التحرش.
تفاصيل اللحظات الأخيرة: دفاع عن الشرف ينتهي بمأساة
كعادتهم في كل عيد، خرج بيشوي مع شقيقتيه رشا ودينا وابن الأخيرة يوسف لشراء مستلزمات عيد القيامة. وقبل منتصف ليلة الجمعة الماضية، انتهت هذه الخروجة العائلية بعدما انتهى الأشقاء الثلاثة من شراء ملابس العيد وكافة الاحتياجات. “كل سنة بنعدي على أخونا بيشوي وبيجي يجيب معانا لبس العيد من الهرم”، هكذا بدأت رشا حكايتها المؤلمة.
اقرأ أيضًا: جريمة تهز أطفيح: أب ينهي حياة ابنته المطلقة بسبب “علاقة محرمة”
في شوارع الهرم المكتظة، اعترض شاب ومعه أربعة آخرون طريق رشا، وتعمد أحدهم مضايقتها بكلام بذيء. لم يتمالك بيشوي غضبه وعاتب الشاب على فعله المشين قائلًا: “عيب يا صاحبي أنت مش شايفني معاهم ولا إيه”.
عراك دامٍ وطعنة قاتلة أمام أعين المارة
أمام أعين المارة، تطور النقاش الحاد بين بيشوي والشاب الآخر، وسرعان ما تدخل الأربعة المرافقون للأخير لمساندته ضد بيشوي وشقيقته. “كان ماسك مطواة وبيقول له تعالى ليا”، تصف رشا اللحظات المرعبة. وفي لمح البصر، باغث الشاب العشريني بيشوي بطعنة نافذة في القلب أسقطته قتيلًا قبل أن يتدخل بعض أصحاب المحال والأهالي لإنهاء الشجار الدامي. “رحت أنادي أخويا التاني من محله بقوله تعالى بيشوي بيتخانق رجعت لقيته سايح في دمه”، تتذكر رشا بأسى.
“أخويا اتقتل قدامي”: صرخات فجيعة وأمل ضائع
لم تستطع رشا السيطرة على مشاعرها وهي تشاهد شقيقها بيشوي ينازع الموت على الأرض، بينما يحاول بعض الموجودين إسعافه. لكن الطعنة الغادرة كانت أسرع من محاولات الإنقاذ، وفشلت جهود الأطباء في إنقاذ حياته. “أخويا اتقتل عيني عينك قدام الناس.. عشان بيدافع عني.. ملحقناش نفرح بلبس العيد”، بهذه الكلمات المؤثرة عبرت رشا عن فجيعتها.
هاشتاج “حق بيشوي لازم يرجع” يضج بمواقع التواصل
أثارت جريمة قتل بيشوي البشعة في الهرم موجة غضب واستنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. سرعان ما انتشر هاشتاج “#حقبيشويلازم_يرجع” حيث عبر أصدقاء بيشوي وأسرته عن حزنهم وغضبهم وطالبوا بالعدالة الناجزة لروح الشاب الذي ضحى بحياته دفاعًا عن شرفه وشرف عائلته.
الأم المكلومة تطالب بالقصاص العادل
لا تتوقف عينا رشا عن البكاء حزنًا على رحيل شقيقها المفجع. أما والدة بيشوي، فتجلس على سريرها غارقة في دموعها، غير مستوعبة للفاجعة التي حلت بعائلتها. لا تطلب أسرة بيشوي سوى تحقيق العدالة وتطبيق القصاص العادل على الجناة الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء. “راح غدر قدام الناس.. عشان كان بيدافع عن اخته وشرفه”، تختتم رشا حديثها المكلوم.
كاميرات المراقبة تكشف التفاصيل والقبض على المتهمين
كشفت كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة عن تفاصيل الواقعة الدامية، مسجلة كل ما جرى في “عركة نص الليل”. وبفضل هذه التسجيلات، تمكن رجال المباحث من القبض على بعض المتهمين المتورطين في الجريمة، وتجري حاليًا جهود مكثفة لملاحقة وضبط آخرين شاركوا في هذا العمل الإجرامي.
اترك رد