حكايات مدفع رمضان في التاريخ.. قصص من القاهرة إلى إسطنبول

مدفع رمضان صورة تعبيرية

يتميز مدفع رمضان بتاريخ غني وحكايات فولكلورية تبرز أهميته عبر الثقافات المختلفة، إليك بعض القصص التاريخية الشيقة حول هذا التقليد العريق:

الإطلاق العرضي في القاهرة

إحدى أشهر القصص تعود إلى القاهرة، مصر خلال حكم السلطان المملوكي خشقدم في القرن الخامس عشر. وفقًا للأسطورة، كان الجنود يختبرون مدفعًا جديدًا عند غروب الشمس، فأُطلِق المدفع بالخطأ تمامًا مع غياب الشمس. تردد صوت الانفجار في أرجاء المدينة، واعتقد السكان المحليون أنه إشارة لكسر صيامهم. في اليوم التالي، توجه ممثلون عن المجتمع إلى قصر السلطان للتعبير عن امتنانهم للوسيلة الجديدة لإعلان الإفطار. وعندما أدرك السلطان التأثير الإيجابي، قرر جعل إطلاق المدفع تقليدًا يوميًا خلال شهر رمضان.

مناشدة الأرملة

قصة دافئة أخرى تتضمن الملكة فاطمة، التي يُعتقد أنها زوجة السلطان خشقدم. تأثرت بفرحة الناس، فأمرت بإطلاق المدافع يوميًا للإشارة إلى بدء وانتهاء فترة الصيام. في بعض نسخ القصة، يُقال إن أرملة وحيدة كتبت إلى السلطان معبرة عن سعادتها واقترحت استمرار هذه الممارسة. تأثر السلطان برسالتها، وسمى المدفع “الحاجة فاطمة” تكريمًا لها، وأصبح الاسم مرادفًا لمدفع رمضان في مصر.

صورة تعبيرية للقدس
صورة تعبيرية للقدس

صدى إسطنبول عبر البوسفور

في الدولة العثمانية، وخاصة في إسطنبول، لعب مدفع رمضان دورًا محوريًا بسبب الامتداد الجغرافي للمدينة. كان إطلاق المدفع من النقاط المرتفعة يسمح للصوت بالانتقال عبر مضيق البوسفور، مما يضمن سماع إشارة الإفطار في كلا الجانبين الآسيوي والأوروبي من المدينة في نفس الوقت. هذا جمع السكان لكسر صيامهم معًا، معززًا الروابط المجتمعية خلال الشهر الفضيل.

مدفع التحرير في القدس

في القدس، يحمل مدفع رمضان وزنًا عاطفيًا عميقًا. خلال فترة الحكم العثماني، ولاحقًا تحت الانتداب البريطاني، كان المدفع يُطلَق من جبل الزيتون، وهو موقع ذو أهمية دينية كبيرة. استمرت الممارسة حتى في أوقات الاضطرابات، مما جعل المدفع رمزًا للأمل والاستمرارية. أصبح إطلاق المدفع ليس فقط إشارة للإفطار، بل أيضًا بيانًا للهوية الثقافية والصمود للشعب الفلسطيني.

المدفع المفقود في الكويت

قصة مثيرة تأتي من الكويت في منتصف القرن العشرين. بعد اكتشاف النفط والتحديث السريع، اعتُبِر المدفع التقليدي لرمضان قديمًا وتم تخزينه جانبًا. ومع ذلك، بعد طلب عام وشعور بالحنين، قررت الحكومة إحياء التقليد. لم يتم العثور على المدفع الأصلي، مما أدى إلى بحث أصبح قصة وطنية. وأخيرًا، تم العثور عليه في مستودع قديم، واحتُفِل بترميمه كعودة للعادات العزيزة وسط التغيير السريع.

الارتباكات التكنولوجية في العصر الحديث

في السنوات الأخيرة، قامت بعض المدن بتحديث الممارسة باستخدام أصوات مسجلة أو مؤقتات رقمية لمحاكاة إطلاق المدفع. في حادثة طريفة، تعطلت نظام الصوت في إحدى المدن، وبدلاً من صوت المدفع المعتاد، بثت السماعات مقطعًا من موسيقى مبهجة عبر المدينة وقت الإفطار. هذا الحدث غير المتوقع جلب الضحك وأصبح موضوع حديث، مسلطًا الضوء على كيفية تكيف التقاليد والفرح الذي تستمر في جلبه.

الأهمية الثقافية التي تتجاوز ضبط الوقت

على الرغم من أن الحاجة العملية لمدفع رمضان قد تقلصت مع ظهور التكنولوجيا، إلا أن قيمته الرمزية تبقى قوية، يمثل هذا التقليد الوحدة، حيث يشهد المجتمع توقفًا جماعيًا يتأمل فيه الأفراد ويتشاركون اللحظة المقدسة لكسر الصيام. صوت المدفع أكثر من مجرد إشارة؛ إنه صدى للإيمان المشترك والتراث الخالد.

الأكثر قراءة:

رد واحد على “حكايات مدفع رمضان في التاريخ.. قصص من القاهرة إلى إسطنبول”

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة