رغم تهديدات ترامب ومحاولات نتنياهو.. استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة

تسليم المحتجزين اليوم

في خطوة تُعزز هشاشة الهدنة المُطبقة منذ 19 يناير 2025، تستعد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة اليوم (السبت 15 فبراير) لتسليم ثلاثة محتجزين إسرائيليين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل المرتبطة بوقف إطلاق النار. وتأتي هذه الخطوة رغم تصاعد التهديدات الأمريكية والإسرائيلية التي هددت بإفشال الاتفاق، ما يُظهر تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

تفاصيل التبادل المُنتظر

  • المحتجزون الإسرائيليون: سيتم تسليم الإسرائيليين الثلاثة وهم:
  • ساشا ألكسندر تروبنوف (حملة الجنسية الروسية).
  • ساغي ديكل حن (حامل الجنسية الأمريكية).
  • يائير هورن (حامل الجنسية الأرجنتينية).
    وقد اختُطف الثلاثة خلال هجوم 7 أكتوبر 2023.
  • الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين: مقابل ذلك، ستطلق إسرائيل سراح 369 أسيراً فلسطينياً، بينهم 36 محكوماً بالسجن المؤبد، و333 اعتُقلوا بعد اندلاع الحرب.
  • السياق الأوسع: حتى الآن، أُفرج عن 19 محتجزاً إسرائيلياً و765 أسيراً فلسطينياً منذ بدء تنفيذ الاتفاق.

التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.. لم تُعطل المسار

  1. تحذيرات ترامب: دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل إلى “إطلاق الجحيم” إذا لم تلتزم حماس بالإفراج عن الرهائن بحلول ظهر السبت، وهو مطلب يتجاوز بنود الاتفاق الحالي. كما أثار اقتراحه بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن غضباً دولياً، واعتبرته الأمم المتحدة “جريمة حرب محتملة”.
  2. مناورات نتنياهو: اتُهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتأخير مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي يفترض أن تشهد انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من غزة، عبر تفضيله التنسيق مع ترامب في واشنطن بدلاً من الوسطاء العرب. كما هدد بإنهاء الهدنة إذا لم تُسلّم حماس الرهائن في الموعد المحدد.

كيف تم تجاوز الأزمة؟

  • وساطة مصرية-قطرية مكثفة: نجح الوسطاء في إقناع إسرائيل بالالتزام بالبروتوكول الإنساني للاتفاق، والذي يتضمن إدخال مساعدات مثل الوقود والخيام ومواد إعادة الإعمار إلى غزة.
  • التزام حماس بالجدول الزمني: أكدت الحركة التزامها بتنفيذ الصفقة “وفق ما وُقع عليه”، رغم اتهاماتها لإسرائيل بتعطيل إدخال المساعدات.
  • ضغوط دولية: لعب الصليب الأحمر دوراً محورياً في تسهيل التبادلات، مع تأكيده على “القلق الشديد” تجاه وضع الرهائن المتبقين.

مستقبل الاتفاق.. تحديات مرحلة ما بعد التبادل

رغم نجاح الدفعة السادسة، يخيم الغموض على المرحلة الثانية من الاتفاق، المقرر بدء مفاوضاتها مطلع مارس 2025، والتي تشمل:

  • إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية باقية مقابل 1900 أسير فلسطيني.
  • انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وإنهاء الحرب رسمياً.
    لكن الخلافات لا تزال قائمة، إذ ترفض إسرائيل الانسحاب قبل “تدمير قدرات حماس العسكرية”، بينما تشترط الحركة إنهاء الحرب أولاً.

الاتفاق مازال صامدًا

اليوم، يُظهر تبادل الأسرى أن الاتفاق ما زال صامداً أمام العواصف السياسية، لكنه يعتمد على توازن هش. فبينما تُصر حماس على استمرار الهدنة لإنقاذ غزة من دمار جديد، تُواجه إسرائيل ضغوطاً داخلية لاستئناف الحرب، وفي الخلفية، تبقى الأرواح المدنية رهينة صراع القوى الإقليمية والدولية.

الأكثر قراءة:

اترك رد

شعار موقع هوسة
شعار موقع هوسة